أخبار بديــل

بينما تستعد جامعة الدول العربية والدول الأعضاء للقمة العربية المقبلة للرد على التهديدات الأمريكية - الإسرائيلية بتطهير قطاع غزة عرقيا، يدعو بديل/ المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين والشبكة العالمية للاجئين والمهجرين الفلسطينيين الدول الأعضاء إلى جعل خططهم وقراراتهم استراتيجية ومتوافقة مع القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، لا سيما حق العودة وتقرير المصير.
إن أحد الأهداف الرئيسة لترامب ونتنياهو وراء تهديداتهم هو إجبار الدول العربية على البحث عن خطط بديلة لتهجير الفلسطينيين، بحيث تكون هذه الخطط خاضعة لمعاييرهم الاستعمارية ضمن ما هو "مقبول" أمريكيا واسرائيليا. تشمل هذه المعايير منع كل مظاهر النصر أثناء تبادل الأسرى في قطاع غزة؛ ونزع سلاح المقاومة وضمان عدم حكمها للقطاع؛ وإنشاء آليات مراقبة مشتركة ودائمة لضمان "أمن إسرائيل". إن الهدف الثاني من التهديدات والخطط المتعلقة بالتطهير العرقي هو إثارة المزيد من النزاعات العربية والفلسطينية الداخلية من خلال محاولات شيطنة وتفتيت حركة المقاومة الفلسطينية. اما الهدف الثالث فهو محاولة فرض الخضوع الفلسطيني والعربي للمنظومة الإسرائيلية وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، باعتباره – الخضوع - الخيار الوحيد المتاح الذي يضمن الأمن والاستقرار. إن هذه البدائل "المقبولة" أمريكيا واسرائيليا من شأنها أن تحقق انتصارات استراتيجية للمنظومة الاستعمارية لم تستطع تحقيقها خلال ارتكابها الإبادة الجماعية.
وبناء على ذلك، فإن أي خطط بديلة تتداولها الدول العربية وتقترحها يجب أن تتضمن الرفض القطعي والصريح لكل المحاولات والخطط والتدابير التي من شأنها تهجير الفلسطينيين قسرا، وإنكار حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير، ورفض استبدال المقاومة بالخضوع للمنظومة الإسرائيلية والولايات المتحدة.
وعليه، يدعو مركز بديل والشبكة العالمية للاجئين والمهجرين الفلسطينيين جامعة الدول العربية ودولها الأعضاء إلى اعتماد المبادئ التالية كأساس لأي خطة بديلة في مواجهة التهديدات والخطط الإسرائيلية الأمريكية:
1. رفض أي شكل من أشكال التهجير أو التوطين المؤقت أو الدائم. إن "خطة النقل" الوحيدة للاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة يجب أن تكون بالعودة إلى ديارهم الأصلية التي هجرتهم منها الميليشيات الصهيونية والقوات الإسرائيلية قسراً خلال نكبة عام 1948. بعبارة أخرى، إن "إعادة توطين" جميع اللاجئين الفلسطينيين والمهجرين داخلياً تتطلب تمكينهم من ممارسة حقهم غير القابل للتصرف في العودة إلى ديارهم الأصلية، وليس إلى أي مكان آخر.
2. إن إدارة قطاع غزة جزء لا يتجزأ من حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وهو شأن فلسطيني داخلي – أي أن قيادة وإدارة القطاع هو قرار يخص الفلسطينيين، غير مرتبط بقضايا إعادة الإعمار ومواجهة التهديدات والخطط الأمريكية الإسرائيلية.
3. يجب أن تبدأ إعادة إعمار قطاع غزة على الفور، مع التأكيد على ألا تكون مساعدات الاعمار مشروطة سياسياً. ويجب رفض الخطط البديلة التي تسعى إلى شيطنة المقاومة أو تجريمها أو إجبارها على الاستسلام مقابل الإعمار. إن المقترحات التي تدعو الى وضع آلية مشتركة تسيطر عليها الولايات المتحدة وإسرائيل أو صندوق إعادة إعمار بقيادة خليجية في مقابل تهميش المقاومة غير مقبولة أيضًا.
4. إن الجهود والمساهمات الدولية لإعادة إعمار غزة لا تعفي المنظومة الإسرائيلية من مسؤولياتها. وباعتبارها القوة الاستعمارية والقوة الأساسية المسؤولة عن الدمار الشامل في القطاع، فإن "إسرائيل" ليست فقط ملزمة قانونا بضمان بناء البنية التحتية والسكنية، بل أيضا ملزمة بتقديم التعويضات للمتضررين. ونظراً لرفض المنظومة الإسرائيلية الالتزام بالقانون الدولي، يتعيّن على المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول العربية، التدخل لمحاسبتها على جرائمها الحالية والسابقة من خلال تدابير عملية تشمل العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية. وتشكل مبادرة مجموعة لاهاي خطوة مهمة يمكن البناء عليها لمحاسبة "إسرائيل" والتي يمكن للجامعة العربية الانضمام إليها، أو إنشاء مبادرة مماثلة لها، بل وأقوى منها.
5. ضمان وجود الأونروا واستمرار عملياتها وخدماتها باعتبارها الوكالة الدولية المفوضة بتقديم المساعدات الإنسانية والخدمات للاجئين الفلسطينيين. علاوة على ذلك، يتوجب على الدول العربية رفض ووقف أي محاولات لنقل مسؤوليات الأونروا (سواء في قطاع غزة أو في أي من مناطق عملياتها الخمس) إلى منظمات دولية ومحلية أخرى. كما يجب زيادة الدعم المالي والسياسي والفني من المجتمع الدولي للأونروا حتى تتمكن من الاستمرار في الوفاء بمسؤوليتها في توفير الحماية الدولية للاجئين، حتى يتم تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 194ـ لعام 1948.
من خلال تطبيق المبادئ المذكورة أعلاه، ستتمكن جامعة الدول العربية ودولها الأعضاء من مواجهة الهيمنة الاستعمارية الإسرائيلية والأمريكية عبر اتخاذ خطوات ملموسة واستراتيجية لإفشال خطط التطهير العرقي ورفضها تقديم بدائل بمعايير إسرائيلية وأمريكية.