رسـالــة الــى شعــبنا الفلسطينــي الحــي:

إن حياتــك وقفــة عــزٍ تتغيــر فيهــا الأقـــدارُ

 في منتصف أيار من كل عام، ترتسم  في الذاكرة مشاعر الحزن والأسى على ما آلت اليه أوضاع أهلنا الفلسطينيين. في هذا التاريخ تحل ذكرى أكبر نكبة شهدها التاريخ البشري، وقد حلت بشعب أعزل عشق الأرض المجبولة بزهر الليمون، والمظللة بأغصان الزيتون. 

عصابات أتت من بعيد وأطلقت عليه حكم التشريد، وسجل التاريخ على صفحاته  أن أرضا اغتصبت، وعائلات شردت، ودماء هدرت، وأطفالا ورضعا استشهدت، وحناجر هتفت: أين العدالة الإنسانية؟ أيجوز احتلال أراضي الغير بالقوة؟ 

نعم. لقد تم ذلك، وعلى مرأى ومسمع الشعوب، وخاصة المتحضرة منها التي باركت هذا العمل الإجرامي وأيدته ومدته بالسلاح والعتاد!

 

تشرد شعب فلسطين في مخيمات بين الدول المجاورة، هجروا أرضهم، سكنوا المخيمات، وانتظروا المساعدات! 

رق قلب الأمم ظاهريا، اجتمعوا، وقرروا عودة اللاجئين، والقرار الصادر عنهم حمل رقم ( 194). لكن للأسف الشديد مرت السنوات.. والسنوات... والسنوات... والاحتلال مازال جاثما بقوة أكبر، ودعم غير مسبوق ممن يدعون الحرية للشعوب. 

أين حقوق الإنسان؟

أليس من حق الشعب الفلسطيني العودة إلى أرضه؟

أليس من حقه إقامة دولته؟

التاريخ يرتجف خجلا من الممارسات العدوانية على هذا الشعب الآمن! 

ارتكبت أفظع المجازر، ووسائل الإعلام رصدت جرائم لم يشهدها التاريخ من قبل! وحتى تحفظ  المنظمات الدولية ماء وجهها، أصدرت القرارات تلو الأخرى، تشجب، تندد، وكلمات لا ترجمة لها سوى أنها حبر على ورق، وبقيت دون جدوى! 

صمد الشعب طويلا، عانى من مآسي الغربة والتشرد، لكن إلى متى؟

المهم أن الذاكرة مازالت قائمة، والجرائم لن ولم تمحى من صفحات التاريخ، وستبقى الأجيال تقرأ، وتسخر مما جرى في قرن التقدم والحضارة والمدنية!

مهما تهرب الطغاة من تنفيذ قرارات العدالة، فإن نور الحق سيعيد الأرض لأصحابها.  

والأمل في العودة هو مصباح ينير العقول، والتضحية مفتاح الحرية، والشعب ما زال في مدن الشتات والوطن يتطلع إلى اليوم الذي يزاح عن كاهله كابوس الاحتلال، ويراهن على تحقيق الحلم بصموده ووقوف الشرفاء في العالم إلى جانبه.

في ذكرى النكبة أقول أن التمسك بحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية هما أقل ما يمكن أن يقابل دماء آلاف الشهداء الذين تنحني لهم القامات إجلالا لدورهم العظيم في سبيل تحرير فلسطين. 

رسالتي تبقى إلى شعبنا الحي الفلسطيني والعربي:

قاوم.. فيداك الإعصار.. وتقدم فالنصر قرار.. إن حياتك وقفة عز تتغير فيها الأقدارُ.