سبــع رسمـــات برســـم حـــق العـــودة!

بقلم:رســـام الكاريكاتيـــر، المهنـــدس: خليــل أبـــو عرفـــة

كيف لريشة نحيلة حالمة ان تقف أمام حق ناءت تحته الجبال؟

الجواب ببساطة: محاولة، خجولة ربما، للتعبير عن الحدث، او لخلق انطباع عفوي يرسم صورة معبرة، او اكثر..
الرسمة الاولى:

بالابيض والاسود، مضارب من الشوادر، خيام ممزقة علق على حبالها غسيل أفراد العائلة المشتتة. أمام الشادر يقف الجد ممسكا بيد الحفيد بعينيه الحائرتين.. اين أنت يا اسماعيل شموط؟
 

 
الرسمة الثانية:

مجموعة من الواح الزينكو الصدئ والاسبست المغطى بالثقوب. وزارة الصحة تحذر من استخدام مادة الاسبستوس بسبب تأثيرها المسرطن! في الخلفية خطوط من المجاري العامة المكشوفة واكوام من الذباب. على الجدار يلوح شعار "عائدون"، مع "سمبوسكة" فلسطين.

الرسمة الثالثة:

مساعدات من الشعب الأمريكي!، كفان متصافحان تخترقهما مجموعة من النجوم الزرقاء والخطوط الحمراء. اكياس من الطحين وعلب السردين وزيت القلي و"يويا" ناجي العلي.

الرسمة الرابعة:

رسمة ناجي الاولى عن المخيم الذي تحول الى بركان تتطاير منه حمم الروح، يتلقفها (الحمم، ام الرسمة الاولى؟)، غسان كنفاني. المحصلة شهيدان على عتبة حرف فلسطيني ذبيح.

الرسمة الخامسة:

مجموعة من المفاتيح تطلق صلصلة ثقيلة على القلب. قالت الصبية ان المفاتيح "دقة قديمة!"، وقال الجد انها بالفعل دقت من قبل الحداد على الكور. كان صوت المفاتيح المعلقة بسلسلة من الزرد يسترجع جرس الكنيسة في قرية بعيدة.

الرسمة السادسة:

عادت طيور الى أعشاشها ولم يعد أصحاب البيت الى بيتهم، بل عاد مستوطن "جنجي" الى بيت، لم يكن في يوم من الايام بيته، اعجبته حجارة الكركار القديمة فاستجلب معلم الدقاقة كي ينحت له على مفتاح حجارة البوابة نجمة سداسية.

الرسمة السابعة:

لوحة فارغة خالية من اي خط. الخطوط تعجز عن تصوير رائحة الارض بعد المطر وصوت الرحى ونزق النحل. تعجز عن تصوير عبق وردة الجوري، كما تعجز عن بث رائحة دفقة من الدم المنساب على درج البيت الحجري العتيق.

___________________

خليل أبو عرفة هو مهندس ورسام الكاريكاتير في جريدة "القدس". أبو عرفة حاصل على شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية، وعمل محاضرا في قسم الهندسة المعمارية بجامعة بير زيت. بدأ ينشر رسوماته في الصحافة الفلسطينية منذ العام 1984، ووقع على رسوماته حتى العام 1992 باسم "غسان". للفنان العديد من المعارض المحلية والدولية والمؤلفات. للمزيد حول الفنان: www.abuarafeh.net