جريدة حق العودة العدد 59: غزة تولد من جديد

جريدة حق العودة العدد 59: غزة تولد من جديد

10 أيلول 2014

أصدر بديل/المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين، اليوم الأربعاء 10 أيلول، العدد 59 من جريدته "حق العودة"، حملت عنوان: "غزة تولد من جديد". وقد جاء العدد في 28 صفحة من القطع الكبيرة وشارك فيه 19 كاتباً وكاتبةً من فلسطين التاريخية، وبريطانيا، والبرازيل، وأيرلندا، وإيطاليا، والولايات المتحدة الأمريكية.

تركّز مقالات العدد على محورين أساسيين. المحور الأول، العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، الذي أطلقت عليه اسرائيل عملية "الجرف الصامد"، وأبعاد وتداعيات هذا العدوان محلياً، وإقليمياً، ودولياً، وسبل مواجهة هذا العدوان من خلال تفعيل حركة مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها. أمّا المحور الثاني، فمقالاته تقدّم تحليلاً عن حركة التّضامن العالمية مع فلسطين وغزّة، والنقلة النوعية في الأنشطة والفعاليات التي تمّ تنظيمها على مستوى العالم لمناهضة الممارسات والسياسات الإسرائيلية، وجرائم الحرب والإبادة المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، والتواطؤ الدولي الرسميّ مع اسرائيل في حربها الأخيرة.

يحتوي العدد أيضاً على آخر إصدارات مركز بديل، وآخر الأنشطة والفعّاليات التي نفّذها المركز في الشهرين الأخيرين، والقصة الصحفية الفائزة بالمرتبة الأولى في جائزة العودة للعام 2014.

يُختتم العدد بكلمتي رثاء لفقيدي فلسطين، الشّاعر سميح القاسم، والمناضل أحمد محيسن رئيس مجلس إدارة مركز بديل، الذي توفي يوم الأحد الموافق 7 أيلول 2014، اثر نوبة قلبية حادة.

للاطلاع على العدد كاملاً

لن يُجدينا إلا أن نعود إلى الأساسيات

لن يُجدينا إلّا  أن نعود الى الأساسيات. أكّدت الحرب الإسرائيلية الشّعواء على الشعب الفلسيطني وبالذات في غزة، أطفالاً وشباباً وعجائزَ، سواسية بدون تفرقة، أنّ الصّهيونية لا ترى الفلسطينيين بَشَراً، إنّما عائقاً أمام مشروع إبادةٍ-تهجيريّة الذي ينفّذ عبر الاستعمار الإحلالي. يمكننا قراءة الحرب الأخيرة على غزّة من منظور التحوّلات الإقليمية و"مَحاوِرها" المتعددة، ويمكننا أن نغوص في تفاصيل مشاريع ومؤامرات (حقيقية) تُدْرَسُ وتُنَفّذُ فينالكنّنا بذلك سنغفل حقيقة أنّ الجرف الصّامد والمستمرّ من الرّصاص المصبوب صبّاً جمّاً ليس هو إلّا مرحلة كباقي مراحل استعمار فلسطين. بقيت غزّة كالحَطَبة في أعين المستعمِرين والعالم أجمع، مذكّرة الجميع بالخطيئة الأصلية؛ خطيئة تهجير شعب لإقامة كيان استعماري مرتبط ومتحالف مع الغرب. وما يعبّر هَوَج (وهَلَع) الاسرائيليين إلّا عن عجزهم في إخفاء جريمة لها ملايين الأدلّة الصّارخة جوعاً، ومرضاً، ومقاومةً، وكرامةً، ولاجئين لا يزالون يصرّون على العودة.

لقد جرّدت غزّة إسرائيل من قناعها. لطالما عرف الفلسطينيون الحقيقة، والإسرائيليون كذلك. وكأنّ هذا "سرّهم الصغير"، لا يشاركونه أحد. لطالما أيقن الفلسطينيون أن ليس بمقدور الصهيونية أن تنبت في أرض السلام والشهداء، ولطالما نجحت إسرائيل في تغليف الصّواريخ والتّهجير والموت بخطابٍ استطاع العالم تقبّله، أو ابتلاعه. لكن ليس بعد اليوم. ظلّت غزّة نصباً تذكارياً للتّهجير المستمر وللبّ القضية الفلسطينية، يسحب الشرعية من تحت أقدام الصهيونية صباح مساء. لذلك فإنّ الوحشية الاسرائيلية تعكس إحباطاً عظيماً جراء عدم "إختفاء" مشكلة اللاجئين. غزّة هي الدّليل القاطع على أنّ الحلول يجب أن تعالج جذور القضايا، وليس عوارضها. وكما لخّص المرحوم أحمد محيسن العدوان على غزة: "على كلّ العالم أن يعلم أنّ كلّ الأجندات وبصرف النظر عن مشروعيتها، لا تعدل لحظة طمأنينة يقضيها طفل في حضن أبيه... مهزومٌ من ينتصر بقتل المدنيين العزّل، ومهزومٌ من ينتصر بدماء الأطفال، إنّ حفظ حياة طفل أدعى للاحترام من أي شيئ آخر".

زفاف المقتولين والمولودين في نكبة غزة

بقلم عيسى قراقع*

علت الزغاريد والاغاني خلال حفل زفاف لعروسين في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ، التي تأوي مئات النازحين من ويلات الحرب وآلة الموت الإسرائيلي.

زينت ساحة "مدرسة الشاطئ (أ) " في مخيم الشاطئ بالورود والبلالين خلال استقبال العروسين المشردين الذين دمرت بيوتهما وأصبحا بلا مأوى: هبة فياض وعمر ابو النمر، وسط حشد هائل من الناجين من المذابح والجرائم الإسرائيلية. وقد اجترح الفرح وسط الخوف والدخان والحرائق، وتحولت الأناشيد إلى غيوم سقفت السماء، وتراقصت أمام الطيارين الإسرائيليين الذين رأوا بشرا يصعدون ويهبطون كملائكة في البياض.

"غزة...قاموس أبجدية مختلف"

بقلم: وسام محفوظ*

يُحكى أن فتاة تدعى غزة، سكنت أرض عِزة، فأتاها عدو على حين غرة، فكان أن صمدت وقاومت، فجاءها بعد حين وعد من الناصر الكريم إنكم لمنتصرون... وإذ بها... تحقق نبوءة ومعجزة.

لا يمكن أن يكون حديثٌ عن غزة بغير طريقة، ذلك أن غزة... الحكاية، غزة الأسطورة، غزة... ملحمة صمود حقيقية لا خيالية.

 أجل، يحدث أن في أقدس بقعة من الأرض يوجد أناس خَلقوا أساطير كثيرة عصيّة على الفهم والاستيعاب؛ ولكنها حقيقة. كثيرة هي الأساطير؛ ولكن هي ليست أسطورة الفينيق مثلاً... ذلك أن غزة لم ولن تندثر يوماً لتنفض عنها كل شيء وتخرج... غزة كانت، ولا زالت، وستظل.  فهي تأبى الركوع... هي أسطورة الفلسطيني في كل زمان حل وسيحل به.

قطاع غزة على حافة الجرف: العدوان الإسرائيلي وإستراتيجية التجزئة في المنطقة!

بقلم: م.تيسير محيسن*

لم يعد خافيا على أحد أن ثمة مشروع أمريكي في المنطقة. ودون الخوض في تفاصيل هذا المشروع وأبعاده، نكتفي بالقول أنه إذ يأخذ بالاعتبار أساسا المصالح الإستراتيجية الأمريكية، ومعها مصالح إسرائيل بالضرورة، يأتي هذا المشروع على حساب مصالح شعوب هذه المنطقة، ليس ذلك فحسب؛ بل ويكبدها خسائر هائلة ويقطع الطريق على تطورها الطبيعي لعقود طويلة مستقبلا.

الحرب على غزة: أبعادها وتبعياتها

بقلم: صلاح صلاح*

لا شك ان الحرب على قطاع غزة هي العنوان الأبرز للجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وتتجلى هذه الوحشيةبارتكابه للمجازر ضد المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ. إن الطبيعة العنصرية للعدو الإسرائيلي تظهر في خوضه لحرب إبادة ضد المواطنين الفلسطينيين، حرب يستخدم فيها أدوات تدمير كالدبابات وصواريخ الطائرات - اميركية الصنع - اضافة للقصف من البوارج البحرية.

ما الجديد في حربي تموز لبنان وغزة استراتيجيا وتكتيكيا

بقلم: احمد ابو غوش*
من يخوض حرب التحرير الشعبية أو حرب العصابات هم الضعفاء في مواجهة الأقوياء، إما لتغيير نظام لا ترضى عنه الجماهير، أو من أجل التحرر من استعمار خارجي. وبالرغم من اختلاف تكتيكات الحرب الشعبية من بلد إلى آخر ومن زمان إلى آخر، إلا أن لها سمات أساسية مشتركة وهي:

رسالة من جمعية الشباب العرب – بلدنا *

 
إنّ العدوان الحاليّ على قطاع غزّة، ليس بالعُدوان الأول الذّي يَشنّه الاحتلال على القطاع، ولا هذه هي المرّة الأولى التّي يتخَّذ فيها العدوان هذا النهج البربريّ الوحشيّ، ويرتكب أبشع الجرائم بحقِّ أبناء شعبنا الصامدين في غزّة. لكن، في هذه المرّة بالذّات يمكننا أن نستشعر في الجوِّ العامِ أمرًا مختلفًا وغير مسبوقٍ، على الأقل في سياق الحديث عن العقد الأخير، فيما يتعلًّق بحِسِّ الوَحدة الوطنية وباللُّحمة والمساندة الفلسطينية لغزّة في بقيّة المناطق الفلسطينية، الضفة الغربية والقدس والأرض المُحتلة عام 1948 والشتات. ومن أكثر ما بات يلفت الانتباهَ هو وضوح هذه اللحمة، في أساس الحالِ، بين صفوف الشباب، فكانوا أول مَنْ فرَضَها بحُكم التواصل والتفاعَل الكبيرين اللّذين تمَّ إبداؤهما، فحتّما حِسًّا بالتكافل والوحدة في حمل الهَمِّ الفلسطيني العام. هذا وقد تبادَرَ ووَضُحَ شعور هؤلاء بالمسؤولية تِجاه تغيير ودحر ما طالَ ويطولُ شعبنا من قهرٍ وظلم.

الأخلاق والحرب – غزة نموذجاً

بقلم: عبد الفتاح القلقيلي (ابو نائل)*

للاطلاع على تاريخ الغرب (بقيادة أمريكا) وثقافته في ما يخص السياسة الدينية، والأخلاق في الحرب، انصح بقراءة الكتابين الصادرين في "سلسلة عالم المعرفة" لشهري حزيران وتموز لعام 2014، الاول بعنوان "السياسة الدينية والدول العلمانية"، والثاني بعنوان "الأخلاقيات والحرب".

"حماس" و "فتح" بين أولويات صمود وتضحيات غزة والمقاومة وصراع المحاور الإقليمية

بقلم: نصار إبراهيم*

مقاومة باسلة وحالة شعبية حاضنة، وتضحيات هائلة... ومأزق إسرائيلي واستعداد لمزيد من القتل والتدمير... هذا واقع الحال الميداني.

ولكن على المستوى السياسي نجد حالة من التداخل والتخبط والاستخدام والانتقام والتوظيف. تستهدف هذه المقالة استكشاف تأثير وخطورة تدخلات القوى الإقليمية في المواجهة الطاحنة التي تدور منذ ما يقارب الثلاثة أسابيع بين المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني من جهة، وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى.

غزة أججت نار المقاطعة

بقلم: خالد منصور*

إبان العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة في نهاية عام 2008، أطلقنا الحملة الشعبية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية في أراضي الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة، مستغلين التعاطف الشعبي العارم مع الأهل في القطاع والغضب الشعبي الواسع ضد الاحتلال. في حينها كان شعارنا (بدنا نخسّر الاحتلال)، وكان تحريضنا مبني على أساس أن اضعف الايمان فيمقاومة الاحتلال، أن يبدأ كل فلسطيني المقاومة من بيته بالامتناع عن شراء البضائع الإسرائيلية، وحرمان المحتلين من جزء من الأموال التي يجبونها من جيوب الفلسطينيين ثمنا للبضائع الإسرائيلية التي تملأ الأسواق الفلسطينية، ويمولون بها آلة الحرب والدمار، التي يستخدمونها لقتل أبناء شعبنا ومصادرة وتجريف أرضنا وبناء المستوطنات وتهويد القدس. في حينها، وجدنا تأييدا للحملة واستطعنا إيصال فكرة المقاطعة الى كل فلسطيني، لكن الجهد لم يؤدِ في حينها إلى الحراك المطلوب لدى القوى والمؤسسات والاتحادات الشعبية، بل اكتفت هذه المكونات ببعض الانشطة بالاعتماد على البعض، منها ما هو موسمي، ومنها ما هو استعراضي أو دعائي.

التضامن أم الصمت؟ ردود الفعل في ايرلندا تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة

بقلم: هيلاري منتش*

"شهدت الأسابيع الماضية احتجاجات مناهضة وغير مسبوقة من قبل نشطاء المجتمع المدني حول العالم ضد العدوان الإسرائيلي الوحشي والظالم على فلسطين. وإذا أضفت عدد الأشخاص الذين تظاهروا في الأسابيع الماضية للمطالبة بتطبيق العدالة في فلسطين وإسرائيل، في كيب تاون وواشنطن العاصمة ونيويورك ونيودلهي ولندن ودبلن وسيدني وجميع المدن الأخرى، فيمكن القول بأن هذا العدد يعتبر أكبر نشاط احتجاجي يقوم به المواطنون حول قضية واحدة في تاريخ العالم".

بناء التّضامن: تجربة بريطانيا

بقلم: سارة كولبورن*

انتشرت صور حول العالم لمظاهرة ضمّت أكثر من 150 ألف شخص احتشدوا في شوارع لندن بشكل كبير في أوائل شهر آب 2014. موجة بشرية مناصرة لفلسطين اجتاحت جميع أرجاء لندن، وشوارع البلدات والمدن من شمال المملكة المتحدة إلى جنوبها. حدثت العديد من التحولات الجذرية التي أدّت إلى إيقاظ العالم على مجزرة اسرائيل في قطاع غزة. فشلت إسرائيل في تقديم تفسير لما تقوم به من قتل وتدمير عبر دعايتها المضللة "هاسبرا" (حملات العلاقات العامة والترويج لمواقف اسرائيل) في التأثير على وسائل الإعلام، مع تزايد الأصوات المنتقدة لإسرائيل بسبب ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب على غزة. خلق تأثير الإجرام الإسرائيلي، جنباً إلى جنب، مع المعارضة الشعبية العارمة، تصدّعات في البنيان السّياسي الدّاعم لاسرائيل من قبل الحكومة البريطانية. ومع تزايد فكرة كون إسرائيل دولة منبوذة بسبب سياساتها الإجرامية، تصاعدت حملة مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS).

الطريق من المحرقة اليهودية إلى مجزرة غزة يمر بمطار بن غريون

بقلم: ميكو بيليد*

في صباح اليوم التالي لليلة القدر، ارتفعت حصيلة الشهداء في غزة لتصل ألفها الأول. أمضيتُ ليلة القدر مع أصدقائي في رام لله بعد المشاركة في مسيرة الـ48 ألف المناصرة لغزة. كانت نقطة انطلاق المسيرة من وسط رام الله باتجاه حاجز قلنديا، ولكن ما بدأ كمسيرة سلمية جمعت حشوداً من العائلات والأطفال والرضّع في العربات، انتهى بإصابة العديد من الشبّان الفلسطينيين بالرصاص ونقلهم إلى المستشفيات في رام الله. في هذه الأثناء كان حاجز قلنديا مكتظّاً بالمتظاهرين لدرجة يصعب فيها التنفس ومحصّناً بشكل كبير بالجنود الذين تمركزوا على الأبراج، يطلقون الرصاص الحيّ على المتظاهرين. بينما كانت سيارات الإسعاف تتهافت لنقل الجرحى من حاجز قلنديا، رحتُ أتساءل: لماذا لا يوجد مستشفى بين قلنديا ورام الله؟ فالمسافة بين قلنديا واقرب مستشفى في القدس ورام الله والبيرة، تعتبر بعيدة.

المجموعات اليهودية المناصرة للشعب الفلسطيني في الولايات المتحدة الأمريكية

بقلم: دونا نيفيل ومارلين كلينبيرج نيمرك*

منذ نشوء الحركة الصهيونية نهايات القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، كان هناك وبشكل دائم، العديد من اليهود حول العالم الذين تناولوامسألة أو فكرة وجود دولة قومية لليهود في فلسطين. العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والذي أطلقت عليه اسرائيل عملية "الجرف الصامد"، تمخّضت عنه نقلة نوعية وغير مسبوقة في أوساط اليهود في أمريكا نحو مناهضة الممارسات والسياسات الإسرائيلية. بينما يقوم هذا النشاط المناهض على أسس متعددة تطورت على مدى نصف قرن،خاصة منذ عام 1967، إلّا أنّه في نفس الوقت يكشف عن بعض التوجهات الجديدة والمشجعة. يمكن رؤية هذا التطورات بشكل فعلي في تصعيد أنشطة الحركة على أرض الواقع وتوسيع نطاق النقاش حول كل ما هو على المحك، وفي فضح المواقف والاتّجاهات الثابتة للصهاينة الليبراليين. كل هذه العوامل تظهر، على نطاق أوسع، داخل الولايات المتحدة (بل وعلى النطاق العالمي). ليس مستغربا في حدث عاجل مثل عدوان "الجرف الصامد" أن تعمل مجموعات مستعدة وقادرة على الضغط والتعبئة من أجل تطبيق العدالة في فلسطين وإسرائيل.

الغرب، إسرائيل وفلسطين: قراءة تاريخية نقدية

بقلم: جيرمي كوربن*

منذ انتخابي عضواً في البرلمان البريطاني عام 1983، وأنا أشارك وأُدافع باستمرار عن القضايا العادلة والمتعلّقة بحقوق الإنسان للشّعب الفلسطيني. ومع ازدياد تطرّف سياسات اسرائيل بحق الشّعب الفلسطيني على مرّ السنين، الا ان تأثير هذه السياسات ظل بسيطاً على الرأي العام. وبرغم ان سرعة التّحول بطيئة بطئ الحلزون فيما يتصل بتوسيع جبهة الذين يؤمنون أنّ السّلام يمكن أن يتحقّق فقط من خلال الاعتراف الكامل بحقوق الشّعب الفلسطيني، الا إنّه من الجدير الإشارة هنا إلى أنّ الحكومات الأوروبية واقعة تحت ضغط سياسي كبير من الرأي عام. على سبيل المثال، أوضح وزير الخارجية وِليَم هيج في بيان له الشهر الماضي منهجية الحكومة البريطانية بخصوص الأزمة المستمرة في غزة، وعلى الرغم من أنّه لم يعطِ الإجابة التي أردت سماعها، إلّا أنّه اعترف بأنّ سياسة الاستيطان سياسة خاطئة، وأنّه يجب رفع الحصار عن غزة. ومن المثير للاهتمام أنّ غالبية النواب الذين سألوا الوزير عن قضية غزة أظهروا تعاطفهم مع الشّعب الفلسطيني، بدلاً من السرد الاعتيادي للموضوع وهو أن الحرب المشتعلة هي "حرب بين اسرائيل وحركة حماس". في نهاية شهر تموز، دخل البرلمان في عطلة، وأصبح الوضع أكثر سوءاً مما كان عليه في السابق.

ملاحظات حول التّضامن الايطالي مع فلسطين

اعداد: مجموعة فلسطين الحمراء*

يعتبر استعمار فلسطين حقيقة تواجهها دول العالم ومن ضمنها ايطاليا. بينما تبنت الحكومة الايطالية موقفاً داعماً "ومنحازاً إلى اسرائيل" على مدار الثلاثين عاماً الماضية (هناك أصوات قليلة جداً داخل الحكومة تغرّد خارج هذا السرب). لكن هناك جزء كبير من المجتمع الايطالي يعتبر نفسه جزءا لا يتجزأ من النضال الفلسطيني، ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله التحرري. يتشكّل هذا من الجمعيات واللجان والتجمعات الشعبية، مع وجود نقاط انطلاق مختلفة حول آليات العمل من أجل فلسطين وشعبها. هناك من ينطلق بدافع إنساني محض، وبالتالي يركّز جلّ اهتمامه على الظّروف الإنسانية الطارئة نتيجة الاحتلال، وهناك من يدعم حقوق الشعب الفلسطيني دعماً مبنياً على دراية بالسّياق السّياسي-التاريخي لنضال الشّعب الفلسطيني.

جريمة تهجير الفلسطينيين في غزة

بقلم ريكاردو سانتوس*

مقدمة

عند النظر الى العملية العسكرية الاسرائيلية المسماة "الجرف الصامد" على قطاع غزة، يجب عدم اغفال انها تأتي في سياق وجود صراع مسلح مستمر واحتلالحربي ممتد منذ عقود. كما وانه لا يجب اغفال حقيقة ان  سكان قطاع غزة يعيشون تحت حصار إسرائيلي مشدد مفروض عليهم بقون النار منذ اكثر من سبعة أعوام، وهذا يشكل احد أنواع العقاب الجماعي، ويعد خرقاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني.1 ان الحالة الموجودة قبل اندلاع الحرب على غزة تموز 2014، والتي تتمثل في الانتهاكات المستمرة والممنهجة للحقوق الفردية والجماعية الأساسية للفلسطينيين، والإجراءات العقابية والقهرية غير القانونية التي اتخذتها اسرائيل بحق الفلسطينيين في سائر الارض المحتلة قبل هجومها الأخير على قطاع غزة، تجعل من الادعاء الإسرائيلي بالحق في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة – الهادف لتبرير الهجمات العسكرية على المدنيين في المنطقة-   إدعاء غير شرعي وليس له اي سند قانوني او اخلاقي.  

نعم إنها مؤامرة... فهل يستفيق العرب والمسلمون؟

د. أحمد مفلح*

هل العرب أمة؟ أوكانوا في التاريخ الحديث والمعاصر أمة واحدة يجمعها تاريخ واحد، ولغة واحدة، وأرض ومصير مشترك...إلخ ام انها مجرد شعارات قفزت إلى خطابنا السياسي والأدبي، وأحاديثنا الشعبية في سمر الليالي بعد كل هزيمة تصيبنا؟ أهي سراب أمل أسقطه علينا مدعو "القومية العربية" و"العروبة"، فتعلق بها بعضهم مثل غريق يتعلق بقشة نجاة؟ هل كل ذلك كان لملء قاموسهم السياسي والأدبي وخطابهم الذي كان فارغاً بعد سنين من الجهل والشرذمات بين دويلات وأفكار ومذاهب وتيارات وطوائف، تدعمها مقولات دينية تخدم هذا السلطان وذاك، وكتابات وقصائد تمدح هذا وتهجو ذاك؟

عاد إليها بعد ستة عقود من النكبة في حافلة محملة بالجنود الإسرائيليين!

* حسن حجازي...أول لاجئ فلسطيني يعود إلى مدينته يافا

** بقلم: سيد إسماعيل

"... في قرية مجدل شمس، كنتُ أمام مفترق طرق صعب: كنا قد تجاوزنا الحدود السورية مع دولة الاحتلال من خلال مسيرة العودة، وقد أدينا صلاة الظهر في ساحة البطل سلطان باشا الأطرش. كنا مائتي شخص فقط، من بينهم شقيقتي تقى الزهراء. تمكنا من الوصول إلى هذا المكان بعد مواجهات صعبة مع جنود الاحتلال، لنتجول في شوارع هذه القرية، ونجالس أهلها في دار الطائفة الدرزية، لأسمع هناك قصصاً عن أهلنا في حيفا ويافا وعكا...".