تستعرض حالات الدراسة أدناه، ما تتشبث به إسرائيل من إنكار لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم والتمتع بجنسيتهم الفلسطينية. وتشكل هذه السياسة التي تنفذها السلطات الإسرائيلية من خلال الآليات القانونية والعسكرية انتهاكًا للحقوق الفردية والجماعية الواجبة لأبناء الشعب الفلسطيني.
 

إنكار حق العودة
أجرى المقابلة: زينة تفكجي،*
فادي زغل،**
 شيماء غروف***

 
اسمي (ش . ص)، طالبة في جامعة القدس أبوديس، أنا لاجئة من قرية الريحانية المهجرة قضاء مدينة حيفا المحتلة، وأسكن حالياً في الخليل. للأسف لا اعلم الكثير عن قريتي لكن عندما يتحدث والدي عن بيت جدي أرسم صورة بخيالي لبيت فلسطيني قديم وحوله دالية عنب.
 
هُجر أهلي وأقاربي خلال النكبة الى مناطق مختلفة، حيث لجأت عائلة زوجي الى مخيم الفارعة، فيما تهجرت عائلة والدتي الى الاردن. كان هذا حال العديد من العائلات الفلسطينية التي تشتتت الى مدن وقرى ومخيمات ودول مختلفة ومتباعدة إبان النكبة. على اية حال، اضطرر والداي الى السفر الى الاردن بسبب تدهور الاوضاع الامنية والاقتصادية في فلسطين.
 
وبعد مرور فترة من السكن في الأردن، قرر والداي العودة الى مخيم الفارعة، حيث اعتقل الاحتلال والدي. وما ان خرج والدي وبدأ في دراسة الهندسة، بدأت الاوضاع الاقتصادية للعائلة بالتحسن، حتى انتقلنا الى السكن في مدينة الخليل. واصبحنا نزور المخيم من وقت لآخر.   
 
ما اصعب ان تكون لاجئا في وطنك!، فبالرغم من قرب مدينة حيفا الينا من ناحية المسافة، الا انه من شبه المستحيل زيارتها. ولا حاجة لي للحديث عن المعاناة والصعوبة التي تصاحب اجراءات استصدار تلك التصاريح. وبالنسبة لنا كعائلة، لا نستطيع ان نزور حيفا سوية كون والدي مرفوض امنيا من قبل اسرائيل.
 
وبذلك، يعتبر نظام التصاريح الذي تفرضه اسرائيل علينا، الى جانب القوانين العنصرية التي تتبناها اسرائيل لمحو الوجود الفلسطيني على ارض فلسطين، بالاضافة الى كافة الاجراءات الاستعمارية الاخرى؛ جميعها اسباب تحول دون تحقيق العودة. وبالرغم من كل هذا الحزن والمعاناة، الا انني اشعر باننا افضل حالا من هؤلاء اللاجئين الذين وجدوا انفسهم في دول اخرى، دون التمكن من زيارة فلسطين ولو لمرة واحدة.
 
وعليه، فان حق العودة بالنسبة لي يشكل الحق في الحياة والحرية والعيش بكرامة. انه يعني تمكني من العيش مع باقي افراد عائلتي، مع عماتي وخالاتي وجدي وباقي افراد العائلة. حق العودة يعني ان نستطيع العيش سوية في قرية اجدادي. بكل بساطة، حق العودة يعني ان تُعاد الحقوق لأصحابها.
*زينة تفكجي،
** فادي زغل،
*** شيماء غروف
 
إنكار حق العودة
أجرى المقابلة: زينة تفكجي، فادي زغل، شيماء غروف
 
انا اسمي (م . ع) من القدس تجوزت ابن عمتي (خ . غ) من قرية صطاف المهجرة، والتي تقع فقط على بعد 10 كم غرب مدينة القدس. كان عمري 14 سنة عندما تزوجت وذهبت للعيش في قرية زوجي.
القضية:
بعد احتلال العصابات الصهيونية لقرية صطاف، بدأت عصابات الهاغاناه بارتكاب جرائمها المعتادة من قتل للأنفس وتدمير لبيوت القرية ومسجدها، وقاموا بالدخول الى بيوت القرية واحداً تلو الاخر فهجروا سكانها، ومن ثم هدموها.
حاول الرجال مقاومة الاحتلال في البداية، الا ان مذبحة دير ياسين أخافت الناس وأجبرتهم على الهرب، ولم يأخذوا أغراضهم كافة، فقد كانوا على يقين أنهم عائدون. وعليه، نام الناس قريباً من القرية في الخلاء لمدة أسبوع، الا أنه وخلال هذا الأسبوع، تم تدمير كافة بيوت القرية وتقطيع كافة الشجر. وقاموا بتحويل القرية لمنطقة سياحية اسرائيلية يمنع فيها البناء أو حتى العودة اليها.
لم يتمكن أهل القرية من العودة اليها، حيث استولت العصابات الصهيونية على كافة القرى المحيطة بصطاف، بما في ذلك الطريق المؤدية اليها. كما أن الحرب النفسية التي شنتها العصابات الصهيونية بعد مذبحة دير ياسين، أرعبت الناس وأخافتهم من العودة.
بالرغم من أن اسرائيل قد غيرت جغرافية القرية بتحويلها الى منطقة سياحية، الا أني أؤمن بأن حق العودة هو واحد من حقوقنا ونحن أصحاب الأرض. ان تنازلنا عن حقوقنا هو تنازل عن كرامتنا وهويتنا، حيث أنني أزور القرية عدة مرات سنوياً مع أحفادي كي لا ينسوها بعد وفاتي.
 
---------------------------------
*زينة تفكجي: طالبة جامعية ومشاركة في مشروع تمكين الشباب في مواجهة التهجير القسري في القدس 
**فادي زغل: متطوع في مؤسسة الرؤيا الفلسطينية، ومشارك في مشروع تمكين الشباب في مواجهة التهجير القسري في القدس
***شيماء غروف: متطوعة في مؤسسة الرؤيا الفلسطينية، ومشاركة  مشروع تمكين الشباب في مواجهة التهجير القسري في القدس