أخبار بديــل
فلسطينيو المهجر، محرومون من حق المشاركة والتمثيل
نظم مركز بديل لقائين مفتوحين في كل من مخيمي الدهيشة في منطقة بيت لحم ومخيم الامعري في منطقة رام الله يومي الخامس عشر والسابع عشر على التوالي من الشهر الجاري، واستضاف اللقاءان المحاضرة الدكتورة كرمة النابلسي، كلية نفيلد، جامعة أوكسفورد، والتي أشارت الى انه حتى الآن، لم يتم تمثيل معظم الفلسطينيين ولم يتم الإصغاء لصوتهم أبداً.
واضافت الدكتورة النابلسي انه لم يتم استشارة اي من فلسطينيي الشتات حول المبادرات السلمية الاخيرة المطروحة كمبادرة جنيف وغيرها، كما انهم حرموا من حق المشاركة في اول انتخابات فلسطينية والتي جرت في العام 1996. وقد دعت الدكتورة النابلسي في مداخلتها الى ضرورة شمولية اية عملية مستقبلية كما أنها دعت الفلسطينيين الى رفض اية عملية انتخابات اذا لم تتضمن مشاركة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات.
ومضت الدكتورة النابلسي في حديثها قائلة بان هناك الكثير من الضغوطات الخارجية التي تمارس من اجل تجزئة قطاعات الشعب الفلسطيني المختلفة. ولتجنب ذلك، أشارت المتحدثة إلى ان هناك حاجة للضغط الجماهيري على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وتشجيعها من اجل ضمان تمثيل كافة أبناء الشعب الفلسطيني بغض النظر عن أماكن تواجدهم، وأن أفضل طريقة لإنجاز مثل هذا الهدف هي من خلال المؤسسات المدنية التي يشكلها اللاجئون بأنفسهم.
ومن البديهي الإشارة هنا إلى أن القيادة الحالية تعيش تحت حالة من الحصار المشدد مما يتطلب تشبيك هذه المؤسسات بصورة قادرة على جمع كافة قطاعات الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة والشتات. ورغم صعوبة الأمر، إلا أن هناك حاجة ماسة لتشكيل بنية مدنية فاعلة للفلسطينيين في الشتات ذات قيادة شرعية، وأضافت الدكتورة النابلسي أنه قد تكون الخطوة الاولى في هذا الطريق، هي تحديد احتياجات ومطالب الفلسطينيين في الشتات من اجل ضمان آلية اتصال فعالة بين المناطق المحتلة والشتات لضمان اسماع صوت كافة ابناء الشعب الفلسطيني بغض النظر عن اماكن تواجدهم.
واشارت الدكتورة النابلسي الى ان الانتخابات لا تتعدى كونها جانب واحد من جوانب الديمقراطية، فالديمقراطية تعني المشاركة في تشكيل الأجندة السياسية الوطنية، ويجب ان تدعم هذه الانتخابات بلقاءات جماهيرية مع تشكيل الجمعيات والاتحادات والمنظمات وما الى ذلك. كما ان المجتمع المدني يعني الوضع الذي يمكننا ان نعيش فيه ونمارس حياتنا الطبيعية، اضافت الدكتورة النابلسي في حديثها. "انا لاجئة، نشيطة، وعضو في حركة، وعضو في اتحاد، امرأة، مؤلفة. وهناك اكثر من مئة طريق للمشاركة".
ورغم ان جميع الفلسطينيين، سواء في الوطن أو الشتات، يتمتعون بحق المشاركة والتمثيل على حد سواء، الا أنه تم صياغة أحدث المبادرات المطروحة حالياً دونما أية استشارة واستقصاء آراء لاجئي الشتات، حيث لا بد للمجتمعات المعنية من مناقشة هذه المبادرات. وعدا عن ذلك، وإذا ما أجريت الانتخابات الآن فلن تكون مجدية، بحيث ستتجاهل أصوات ملايين الفلسطينيين اللاجئين في الشتات.
وقد يكون من المفيد الإشارة هنا إلى ان الدكتورة كرمة النابلسي كانت تعمل مستشارة لمنظمة التحرير الفلسطينية في كل من بيروت، الأمم المتحدة، تونس، ولندن، خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، كما انها عملت كعضو مستشار للوفد الفلسطيني الذي شارك في محادثات السلام التي جرت اوائل التسعينات في واشنطن. وتعمل حاليا باحثة ومحاضرة في كلية نفليد التابعة لجامعة أكسفورد. وقد قدمت ورقة عمل بعنوان "السيادة الشعبية، الحقوق، المشاركة، والحلول الدائمة لقضية اللاجئين الفلسطينيين" خلال منتدى الخبراء الذي نظمه مركز بديل في جامعة غنت خلال ايار من العام الماضي. ويمكن الحصول على هذه الوثيقة باللغة العربية، على العنوان: [email protected]، وللإطلاع على هذه الوثيقة باللغة الإنجليزية، تصفح موقع مركز بديل على الإنترنت: www.badil.org
****
لمزيد من المعلومات، يمكن الاتصال مع بديل، ص.ب. 728/ بيت لحم، تلفاكس: 7346- 274- 2- 970 او الكتابة عبر البريد الالكتروني الى العنوان: [email protected]