أخبار بديــل

يقولون أن أحداث 11 أيلول غيّرت العالم. وماذا عن أحداث 16 أيلول؟

يقولون أن أحداث 11 أيلول غيّرت العالم. وماذا عن أحداث 16 أيلول؟

 يصادف يوم 16 أيلول 2004 الذكرى الثانية والعشرون لمذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا، بيروت الغربية - لبنان، المجزرة الرهيبة التي ارتكبت في العام 1982، وذبح على مدار أيامها الثلاث أكثر من 3.500 من المدنيين أغلبهم من اللاجئين الفلسطينيين.

 في ذلك العام المشئوم، كان "أرئيل شارون" وزيراً للدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي. ووجدت لجنة تقصي حقائق إسرائيلية شكلت بعيد ارتكاب المذبحة، أن شارون وغيره من الإسرائيليين مسئولين مسئولية مباشرة عن ارتكاب تلك المذبحة، ورغم إقصائه في تلك الفترة عن منصب وزارة الدفاع، إلا أنه بقي وزيراً بلا حقيبة. وعاد بعدها ليشغل منصباً وزارياً أخر، وهو وزارة الإسكان والبنى التحتية، الذي ارتكب من خلال هذا المنصب مجازر من نوعٍ أخر ارتكبت بحق الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث تنامت نشاطات الاستيطان بشكلٍ لم يعهد من قبل. ومنذ العام 2000، فيشغل شارون منصب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مستكملاً برنامجه التصفوي من خلال بناء جدار الفصل العنصري وإراقة الدم الفلسطيني يومياً.

 ورغم المحاولة الجريئة التي قام بها القضاء البلجيكي لوضع شارون في قفص اتهام مجرمي الحرب، إلا أن بوش الصغير لا زال يعتبره "رجل سلام"، وأسقطت القضية بسبب الضغط الذي مارسته الولايات المتحدة وغيرها من الدول على بلجيكا. إن القانون الدول يخوّل بلجيكا كدولة موقعة على اتفاقيات جنيف بتطبيق نصوص وأحكام تلك الاتفاقيات. وتلك الاتفاقيات تدعو إلى محاكمة أي شخصٍ يذنب بارتكابه جرائم ضد الإنسانية. ومن بين المنظمات الدولية الأخرى، دعمت كلٌ من منظمة العفو الدولية "أمنستي" ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان مبدأ المحاكمة العالمي.

 ومن الجدير الإشارة إلى أن أشخاصاً آخرين متورطين بالمشاركة في تلك المذبحة، قد بقوا يشغلون مناصب في السلطة، في إسرائيل أو لبنــان على حدٍ سواء. وبقي مرتكبي تلك الجرائم دون حساب أو عقاب، ولم يأت ذكر على المصابين من ضحايا تلك المذبحة الرهيبة، ولم يبذل أي جهد يذكر لتعويض الضحايا عن الأضرار التي ارتكبت بحقهم.

 ويتواصل قتل الفلسطينيين وترتكب المجازر بحقهم في الضفة الغربية وقطاع غزة دون حساب، أكثر من 3.100 فلسطينياً قتلوا على يد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين على مدار السنوات الأربع الماضية، أغلبهم في ظل حكومة يرأسها نفس المجرم، ألا وهو شارون.

 بعد 22 عاماً على المذبحة، بقي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على حالهم. لا يستطيعون تملّك الأراضي، ومحرومون من مزاولة أكثر من سبعين مهنة. وكذلك اللاجئين الفلسطينيين في الضفة والقطاع، بقوا محاصرين على أرضٍ تيتقلّص حجمها كل يوم على حساب المستوطنات اليهودية وجدار الفصل العنصري.

 ولا يزال جميع اللاجئين الفلسطينيين، في الداخل وفي الشتات، والذي فقدوا منازلهم ومصادر رزقهم في العام 1948، نتيجة تهجيرهم قسراً عنها، محرومون من حقهم في العودة إليها واستعادتها.

 يقول البعض أن العالم تغيّر في الحادي عشر من أيلول من العام 2001، لكن في ذكرى السادس عشر من أيلول، وبعد 22 عاماً من ارتكاب المذبحة الرهيبة، لم يتغيّر الكثير بالنسبة للفلسطينيين.