أخبار بديــل
29 تشرين الاول 2013، حضر بديل – المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين جلسة المراجعة الدورية لاسرائيل في الامم المتحدة، وهي جلسة مخصصة لمناقشة ممارسات اسرائيل المتعلقة بحقوق الانسان، للاجابة على تساؤلات الدول وتوصيات مقدمة من قبل هيئات دولية متعددة بشأن الانتهاكات الجارية والموثقة.
وكانت اسرائيل قد رفضت تقديم تقريرها الذي كان مقررا في مطلع هذا العام، بحجة عدائية مجلس حقوق الانسان وهيئات الامم المتحدة تجاه اسرائيل، وبحجة المناصرة غير العادلة لحقوق الفلسطينيين. وقد دخلت اسرائيل في مساومات مع الدول المتنفذة بهدف الضغط على هيئات الامم المتحدة وخصوصا مجلس حقوق الانسان، للتراجع عن انتقاد اسرائيل. كما وتبين ان اسرائيل تسعى الى اسقاط البند الخاص بمناقشة قضية فلسطين المثبت على جدول اعمال مجلس حقوق الانسان بشكل دائم. ولهذه الغاية فهي تسعى الى الانضمام الى تكتل الدول الغربية وتركيا بشكل رسمي، حيث يمكن من خلال ذلك منع استصدار أي قرار بشأن ممارساتها باعتبار ان هذا التكتل يتصرف جماعيا ويشكل ثقلا مؤثرا بل وحاسما.
وقد جاء التقرير المقدم من اسرائيل كالعادة مضللا. فمن جهة، لم يتم التعرض لمعظم التوصيات والتساؤلات المتعلقة بانتهاكات اسرائيل لحقوق الانسان الفلسطيني وخصوصا في الارض المحتلة. ومن جهة ثانية، ركز التقرير على المخاوف الامنية الاسرائيلية وعلى ما اسموه ديموقراطية اسرائيل وانجازات عملية السلام. ضمن هذا السياق، تم تقديم قضية الافراج عن الدفعة الاخيرة من الاسرى الفلسطينيين وكأنها انجاز اسرائيلي ينم عن مدى التسامح الاسرائيلي حتى مع "الارهابين الملطخة ايديهم بالدماء". كما وقدمت اسرائيل نفسها كحامية لحقوق الانسان في منطقة الشرق الاوسط التي تعج بانتهاكات جسيمة، حتى انها تباهت بالتوقيع على اتفاقية حقوق المعوقين، وكأنها لم تتسبب في خلق اكثر من عشرة الاف معوق فلسطيني.
اما الدول، فقد تراوحت ردودها وتساؤلاتها ما بين شاكرة لاسرائيل على استجابتها للمشاركة في دورة المراجعة الدورية بعد انقطاع دام اكثر من تسعة اشهر، وما بين ردود قاصرة عن فهم حقيقة ما يجري، واخرى – على قلتها- كانت مباشرة وفي الصميم. فلقد كان تدخل كل من فانزويلا وباكستان وكوبا وغيرها من الدول لافتا حيث تم تفنيد الادعاءات الاسرائيلية بالعودة الى الاصل، أي باثارة استمرار انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وتحديدا حقه في تقرير المصير، وعودة اللاجئين الى ديارهم التي هجروا منها، وبناء دولته المستقلة ذات السيادة.
وفي الوقت الذي كان يتوقع ان تكون ردود وتدخلات الدول العربية الاكثر وضوحا وحسما ومباشرة، الا انه لوحظ، انها بالمجمل، جاءت غير مركزة وكأنها غير مضطلعة على تفاصيل ما يجري في الارض المحتلة. وفي لقاءات جانبية مع بعض اعضاء الوفود، ومع اعضاء من البعثة الفلسطينية، اثار بديل ضرورة التحضير والتنسيق المسبقين من اجل استغلال فرصة المراجعة الدورية لتعرية اسرائيل امام المجتمع الدولي. ورغم ان اسرائيل بقيت ممتنعة عن تقديم تقريرها، ولم تقدمه الا مساء أي قبل الجلسة بساعات، الا ان من تم لقاءهم ابدوا ترحيبهم بالفكرة، واستعدادهم للتعاون.