أخبار بديــل

في مواجهة التهجير القسري وفي الذكرى 38 ليوم الأرض: مركز بديل ينفذ سلسلة من الأنشطة والفعاليات في قطاع غزة
في مواجهة التهجير القسري وفي الذكرى 38 ليوم الأرض: مركز بديل ينفذ سلسلة من الأنشطة والفعاليات في قطاع غزة

٣١ آذار ٢٠١٤، نظم بديل/المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين عدداً من اللقاءات الدعوية والأنشطة المجتمعية في قطاع غزة. وقد جاء تنظيم هذه الفعاليات ضمن حملة مقاومة التهجير المستمر التي ينظمها المركز على المستوى الوطني في مواجهة سياسات اسرائيل التي تهدف إلى الاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية والى مزيد من تهجير الفلسطينيين

ففي يوم الأحد الموافق 30 آذار 2014، وبمناسبة الذكرى 38 ليوم الأرض، نفذ مركز بديل بالتعاون مع اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم المغازي نشاطاً تخلله زراعة أشجار زيتون ورفع لأعلام فلسطين على الحدود الشرقية لقطاع غزة وفي أراض تبعد عشرات الأمتار عن النقاط العسكرية الإسرائيلية عن المناطق المعزولة. وقد شارك في هذا النشاط ممثلون عن المجتمع المدني في المنطقة الشرقية لقطاع غزة، وممثلو الفصائل والقوى الوطنية، وأصحاب الأراضي وعدد من المتضامنين الأجانب.

أكد المشاركون في الفعالية التي انطلقت على بعد عشرات الأمتار من الشريط الحدودي لقطاع غزة على حقهم في الأرض الفلسطينية واستمرار صمودهم حتى نيل حقوقهم الكاملة وعلى رأسها حق العودة لديارهم التي شردوا منها؛ مشددين على رفضهم التام والمطلق لسياسة التهجير والتهويد التي تتبعها سلطات الاحتلال في بقاع الأرض الفلسطينية؛ وأنّ هذه السياسة ستواجه بالمقاومة الشعبية التي بدأها ابناء شعبنا قبل ثمانية وثلاثون عاما.

وثمن عضو اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم المغازي مازن موسى المشاركة الجماهيرية الواسعة عبر جميع المناطق والمحافظات الفلسطينية؛ داعيا المؤسسات والمراكز المحلية والمدنية إلى الاستمرار بمثل هذه الفعاليات التي تحفظ لشعبنا حقه في أرضه وتقطع على الاحتلال كل محاولات الاقتلاع وتغيير معالم الأرض.
من جانبه وجه منسق البرامج في مركز بديل نعيم مطر شكره للمتضامنين الأجانب ودورهم الهام في إيصال رسالة الشعب الفلسطيني المتمسك بحقه في أرضه، مذكراً الجميع بأن الأرض التي زرعت بأشجار الزيتون هي أرض تعرضت للتهجير القسري من قبل الاحتلال عبر منع المزارعين من حرث أراضيهم والرعي فيها.

وأبرز الحقوقي باسم أبو جري من مركز الميزان لحقوق الإنسان الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء شعبنا في جميع مناطق تواجده، وكان آخرها تعرض مناطق شرق مخيم المغازي إلى القصف المدفعي والذي أدى إلى استشهاد الطفلة حلا أبو سبيخة، حيث تعتبر هذه إحدى الانتهاكات العديدة التي يتعرض لها المواطنون بشكل شبه يومي.

وقال أحد المزارعين أن منطقتهم تتعرض بشكل ممنهج ومستمر الى القصف والتدمير في سبيل ثنيهم عن صمودهم وتشريدهم عن أرضهم، الأمر الذي يواجهونه بكافة الإمكانيات المتاحة والتي تساعدهم في البقاء، مناشدا السلطات والمؤسسات إلى توفير الدعم اللازم لمثل هذه المناطق لاستمرار صمودهم.

وانشد المشاركون بعض الأغاني والأهازيج الوطنية التي تؤكد على حقهم في الأرض وتصميمهم على العودة إلى أراضيهم مهما طال الزمان.

وتعود أحداث يوم الأرض الخالد إلى الثلاثين من آذار 1976 وهو اليوم الذي انتفضت فيه الجماهير الفلسطينية في أراضي المثلث والجليل في وجه الاحتلال رفضا لسياسته التهويدية، وقد عم اضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وأُصيب واعتقل المئات.

وفي وقت سابق من شهر آذار، نظم مركز بديل في مخيم المغازي شرقي قطاع غزة وبالتعاون مع اللجنة الشعبية للاجئين في المخيم، ورشة عمل لمدة يومين، ضمت ممثلين عن المجلس البلدي في منطقة المغازي، وعدد من المزارعين والنشطاء المجتمعيين وممثلين المجتمع المدني، ركزت على رفع الوعي حول السياسات الإسرائيلية المختلفة في نهب أراضي وممتلكات الشعب الفلسطيني منذ نكبة عام 1948، وحتى يومنا هذا، سواء أكان ذلك في أراضي عام 1948، أو في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما وتطرقت هذه الورشة إلى مجمل القوانين التي تستخدمها اسرائيل في نهب الأراضي وتهجير السكان.

وخلال هذه الورشة، تم تعريف المشاركين بأهم نتائج الدليل الإرشادي الذي أصدره مركز بديل مؤخراً حول النهب الإسرائيلي للأرض والتهجير القسري للسكان، والذي يقدم توصيات للسكان الفلسطينيين والى المجالس البلدية والقروية واللجان الشعبية حول الإجراءات الوقائية والخطوات الدفاعية في حال تعرضهم لسياسات مصادرة الأراضي والتهجير المختلفة التي تنتهجها حكومة الاحتلال والمستوطنين.

وفي مخيم رفح جنوبي قطاع غزة، وبالتعاون مع جمعية أصدقاء الطفل الفلسطيني، نظم بديل ورشة عمل استمرت لمدة يومين، حضرها ممثلين عن بلدية رفح، وعدد من المزارعين والصيادين، وممثلين عن القوى والفصائل الوطنية، وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني في منطقة جنوب قطاع غزة، ركزت على سبل واليات مواجهة التهجير القسري، ومصادرة الأراضي التي تنتهجها حكومة اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في المناطق الحدودية في قطاع غزة والمناطق المصنفة (ج) حسب اتفاقية اوسلو في الضفة الغربية. وقد شدد المشاركون في الورشة على ضرورة وضع استراتيجيات عملية من قبل منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية والمجالس البلدية والقروية لمقاومة سياسات مصادرة الأراضي والاعتداء عليها من قبل سلطات الاحتلال. كما وأشار المشاركون في الورشة إلى حجم الضرر الذي يتعرض له الصيادون الفلسطينيون في قطاع غزة نتيجة لاعتداءات جيش الاحتلال عليهم وعلى مراكبهم أثناء قيامهم بعملية الصيد في البحر، وأشاروا إلى حجم الخسائر المادية التي تكبدها الصيادون نتيجة تدمير مراكب الصيد او مصادرتها ومصادرة شبابيك الصيد في البحر.

وقد أوصى المشاركون في هذه الورشات بضرورة تعزيز صمود السكان الفلسطينيين في المناطق الحدودية في قطاع غزة، وتحديداً الفلاحين والصيادين، وذلك من خلال تنفيذ مشاريع صغيرة، تساهم في تثبيتهم في أراضيهم وممتلكاتهم.