أخبار بديــل
منذ بداية الإبادة الجماعية، عملت إسرائيل على تدمير جميع وسائل الحياة في قطاع غزة، بما في ذلك استهداف المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى بشكل منهجي. ومع اقتراب موسم العودة إلى المدرسة، يجب أن نتذكر بألم أن إسرائيل قتلت وأصابت عشرات الآلاف من الأطفال، وأهلكت نظام التعليم بالكامل تقريبا في قطاع غزة. على مدى الأشهر الأحد عشر الماضية، لم تحرم إسرائيل الأطفال الفلسطينيين تماما من حقهم في التعليم فحسب، بل طمست أيضا القدرة على التعليم الآن وفي المستقبل المنظور. حاليا، تقوم الأونروا ووزارة التعليم في القطاع بإطلاق مبادرات تعليمية للأطفال الفلسطينيين في غزة؛ وهي مبادرات ينبغي الإشادة بها وتمويلها دون تحفظ.
لقد أسفرت الإبادة الجماعية المستمرة التي تمارسها إسرائيل عن مقتل أكثر من 40,000 فلسطيني/ة، بما في ذلك أكثر من 16,400 طفل/ة. وبما أن الأطفال يشكلون فئة مستضعفة وهشّة مثل ما يقرب من 50 بالمئة من السكان، فإنهم يتأثرون بشكل كبير بالإبادة الجماعية. ما زال الأطفال الفلسطينيون يتعرضون لأضرار جسدية ونفسية خطيرة؛ حيث فقد بعضهم والديه، وُبعضهم بترت أطرافهم، والبقية يعانون المجاعة والأمراض.
وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن أكثر من 85 بالمئة من المدارس قد دُمرت أو تضررت، وقد قُتل 402 من العاملين في المجال التعليمي و9,565 طالبًا/ة. لقد تركت الهجمات الإسرائيلية على نظام التعليم حوالي 625,000 طالب غير قادرين على مواصلة دراستهم. إضافة إلى ذلك، حُرم حوالي 40,000 طالب من إجراء امتحانات الشهادة الثانوية.
تواجه الأونروا، التي لعبت منذ تأسيسها دوراً رئيسياً في تقديم التعليم في غزة، حملة مستمرة لنزع الشرعية عنها وشيطنتها على يد إسرائيل. هذا، وقد هاجمت إسرائيل مرافقها في غزة بلا هوادة وعمدا. فمنذ بداية الإبادة الجماعية، تم استهداف 70 في المَئة من مدارس الأونروا في غزة، التي يستخدم العديد منها كملاجئ من قبل النازحين، حيث تم قصفها من قبل القوات الإسرائيلية.
على الرغم من المحاولات المستمرة لإسرائيل لتعطيل التعليم في غزة، اتخذت كل من الأونروا والحكومة في غزة خطوات للمساعدة في إعادة خَدْمَات وأنشطة التعليم. وقد أعلنت وزارة التعليم في القطاع مؤخراً أن "الحياة التعليمية ستعود" من خلال التعليم الإلكتروني في خيام النزوح، وأن امتحانات الثانوية العامة ستُجرى أيضاً.
"ولمساعدة الأطفال على التكيف وعيش طفولتهم"، أطلقت الأونروا مبادرتها "العودة إلى التعلم"، التي تتكون من مرحلتين. تستلزم المرحلة الأولى توسيع أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي للوكالة، "فضلاً عن زيادة الوعي بمخاطر الذخائر المتفجرة". أما المرحلة الثانية من المبادرة فتتضمن أنشطة تعليمية، بما في ذلك دروس في القراءة والكتابة والرياضيات. وقد دعت الأونروا الحكومات والقطاع الخاص والأفراد والجهات المانحة الأخرى لتمويل ودعم برنامجها التعليمي.
مبادرة "العودة إلى التعليم" التي أطلقتها الأونروا هي شَكَّل مباشر من النضال ضد هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على كافة وسائل الحياة في غزة وتدمير الأجيال المستقبلية من الفلسطينيين هناك. إن تمويل هذه المبادرة مهم في الثبات ضد الحملة المستمرة التي تشنها إسرائيل ضد الأونروا، وكذلك من أجل تحقيق الأهداف الأكبر المتعلقة بإعادة بناء نظام التعليم في غزة، وتمكين وحماية الفئة الأكثر ضعفاً في غزة. بالنسبة للدول والقطاع الخاص، فإن الأمر يمثل التزاماً أخلاقياً وأدبيا لضمان حصول الفلسطينيين على الموارد اللازمة لإعادة بناء قطاع التعليم، وهو مساهمة مجتمعية حيوية وهامة، ولكن الأهم من ذلك هو الحفاظ على الحق في التعليم وحمايته.