أخبار بديــل
خرج يوم الثلاثاء 23 أيار 2023 المئات من اللاجئين في وقفة احتجاجية نسقتها اللجان الشعبية والقوى الوطنية والفعاليات والمؤسسات في مخيمات جنوب الضفة الغربية امام مخيم الدهيشة في بيت لحم، دعما لمطالب موظفي الاونروا ورفضا لتعنت إدارة الاونروا ولسياسات الإهمال. فبعد مرور 100 يوم على اضراب اتحاد العاملين العرب، ما زالت الاونروا تتنصل من مسؤولياتها حيال الموظفين، وتحاول كسر الاضراب عبر شيطنة اتحاد العاملين العرب ومواصلة اهمال أوضاع المخيمات المزرية. في المقابل، بدأت حركة الاحتجاج تتعاظم وتتجاوز الإطار النقابي لتتحول الى مظاهرات احتجاجية ذات بعد سياسي تطالب بوقف سياسة تقليص الخدمات، وبمواجهة مشروع نقل مسؤوليات الاونروا الى أطراف أخرى، وبالتصدي لمشروع تصفية الاونروا.
طالب المتحدثون في الوقفة الاستجابة لمطالب اتحاد العاملين العرب وبرحيل إدارة الاونروا الحالية، خاصة بعد تهربها مرة أخرى ورفضها لجميع المبادرات المطروحة لتلبية مطالب الموظفين/ات، ومحاولة الإدارة الفاشلة لزعزعة الاضراب واستئناف التعليم الالكتروني، وكما قال ممثل اتحاد العاملين العرب في كلمته "ان تعنت الاونروا ليس مجرد رفض لمطالب العاملين بل هو استهتار بالكل الفلسطيني".
وقد أكد المتحدثون ان النهج المتبع من قبل إدارة الاونروا وعدم احترامها لالتزاماتها، يدل على ان هذه المسألة لم تعد نقابية فقط بل أصبحت مسألة حقوقية وسياسية أيضا، حيث وبعد مئة يوم على الاضراب المفتوح لا تزال الاونروا ترفض جميع المبادرات والمفاوضات مع اتحاد العاملين العرب، بل وتمعن في سياسية الإهمال المتعمدة، وان اهمال الاونروا هذا يندرج ضمن مشروع أكبر لتصفية حق العودة.
هذا وقد أفاد مركز بديل والشبكة العالمية للاجئين والمهجرين ان تقليص الخدمات من قبل إدارة الاونروا هو سياسة وليس مجرد أزمات عابرة. فقد بينت مطوية الحقائق بشأن تقليص الخدمات الصادرة عن مركز بديل ان حجم الانخفاض في اعداد الموظفين في جميع القطاعات والخدمات حاد وكبير. فعلى سبيل المثال شهد قطاع موظفي الصحة انخفاضا بنسبة 9.2% خلال الخمس سنوات الأخيرة، 20.6% من موظفي الضفة الغربية وحدها، على الرغم من ازدياد اعداد اللاجئين وبالتالي ازدياد احتياجاتهم. وقد اكد بديل والشبكة على ان استمرار الاونروا في تقليص خدماتها، وعدم معالجتها للخل البنيوي المتمثل في كون المساهمات الدولية للوكالة هي مساهمات طوعية، والتي تعاني من نقص حاد في موازنتها عاما تلو الاخر، والتأثير السياسي للمانحين المشروط سياسيا وأمنيا، جميعه يصب في مصلحة مشروع تصفية الاونروا، وبالتالي تصفية قضية اللاجئين.
ودعت الشبكة العالمية للاجئين والمهجرين الفلسطينيين الى وجوب اسناد اتحاد العاملين العرب في مواجهة إدارة الاونروا حتى تحقيق مطالبهم المشروعة، جنبا الى جنب مع وضع خطة وطنية لمواجهة مشروع تصفية الاونروا. وعليه دعت الشبكة الى وجوب تخلي منظمة التحرير والفصائل والسلطة الفلسطينية عن دور الوسيط، ودخولها الى ساحة الفعل الميداني عبر الالتفاف حول مطالب الاتحاد وتصعيد الفعاليات لحماية الحقوق وحماية الاونروا من التصفية.