أخبار بديــل

في الثامن من أيار، عقد بديل المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين الفلسطينيين فعالية موازية للدورة الثالثة والأربعين للاستعراض الدوري الشامل (UPR) في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جينيف، بعنوان "الاستعراض الدوري الشامل لإسرائيل: 75 عاما من انكار حقّ الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والحق بالعودة. الاستعراض الدوري الشامل هو عملية مراجعة لسلوك جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة فيما يتصل باحترامها لحقوق الانسان.

ركّزت المتحدثة باسم بديل السيدة لبنى الشوملي، والسيدة ندى عوض ممثلة شبكة مركز بديل للدعم والمناصرة الدولية (NAS)، في مداخلاتهن على الأسباب الجذرية للوضع القائم وهي النكبة المستمرة ونظام الاستعمار والابرتهايد الإسرائيلي. وتأتي هذه الفعالية بعد ما زوّد مركز بديل الدول بمجموعة من التوصيات قبل بدء جلسة المراجعة، والتي ركزت بشكل أساسي على حقّ تقرير المصير، وحقوق اللاجئين، والأدوات التي يتم استخدامها لإسكات المجتمع المحلي وثنيه عن فضح الانتهاكات الإسرائيلية.

يتزامن الاستعراض الدوري الشامل لإسرائيل مع الذكرى 75 للنكبة؛ أي 75 عاما من تهجير وشرذمة الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه غير القابلة للتصرف في تقرير المصير والعودة. وبهذا الصدد، أطلق مركز بديل فيلما بعنوان "75 عاما من النكبة المستمرة"، والذي عرض لأول مرة خلال الجلسة، بحضور عشرات من ممثلي الدول وممثلي المفوضية السامية لحقوق الانسان وممثلي المجتمع المدني.

كما ونوه بديل إلى الاعتراف المتزايد بنظام الاستعمار والابرتهايد الإسرائيلي عبر الإجراءات الخاصة المتبعة في الأمم المتحدة، ومن من قبل بعض الهيئاتالاممية المسؤولة عن إنفاذ المعاهدات الدولية، وبعض الدول الأعضاء، مؤكدا على ان النهج المطلوب اتباعه لضمان مساءلة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها يجب ان يقوم على فهم الركائز الثلاثة للنظام الإسرائيلي، أي: التهجير القسري، والاستعمار الاحلالي، والابرتهايد.

وشدد مركز بديل في التوصيات التي قدمها على أهمية أن تتبنى الدول والمجتمع الدولي نهج إنهاء الاستعمار القائم على حقوق الإنسان كإطار لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وضمان حقوقه غير القابلة للتصرف، وتحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن جرائمها ومحاسبتها بموجب القانون الدولي. علاوة على ذلك، دعا بديل الدول للتعاون ودعم لجنة التحقيق المكلفة بالتحقيق في نظام الابرتهايد على جانبي الخط الأخضر وكذلك في الأسباب الجذرية للوضع القائم في فلسطين، من خلال دراسة تأثير نظام الهيمنة الإسرائيلي الذي يجمع ما بين الاستعمار والابرتهايد، والذي يتنكر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحقه في العودة الى دياره الاصلية. 

وقد عقدت الفعالية الجانبية بما تضمنته من عرض للفيلم ومن تقديم التوصيات قبل يوم واحد من جلسة الاستعراض الدوري الشامل الخاصة بإسرائيل. وخلال الجلسة تناولت العديد من الدول من جميع انحاء العالم حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. ولفتت دول أعضاء أخرى انتباه المجلس الى قضية التهجير القسري المستمر وحق العودة للاجئين الفلسطينيين والمهجرين داخلياً. فعلى سبيل المثال، دعت ناميبيا إسرائيل الى تفكيك نظام الاستعمار والابرتهايد و"الاعتراف بالحقوق الأساسية للاجئين الفلسطينيين وأحفادهم وعودتهم الى ديارهم، وتمكينهم من استعادة ممتلكاتهم واتباع إجراءات فعالة لتعويضهم عن أراضيهم وممتلكاتهم المفقودة". كما ودعت ماليزيا إسرائيل الى "وقف وإبطال جميع السياسات والممارسات التي تساهم في تجزئة الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقّه في تقرير المصير والسيادة الدائمة على أرضه والموارد الطبيعية الأخرى".

وكما قدمت غالبية الدول في مداخلاتها توصيات الى إسرائيل فيما يتعلق بالمساءلة وحثّتها على التعاون مع الأمم المتحدة وآلياتها. وتناول عدد كبير من الدول القيود التي تفرضها إسرائيل على المجتمع المدني الفلسطيني ودعت الى حماية المدافعين عن حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني.