أخبار بديــل

في الذكرى الثانية والخمسين للنكبة: عودة اليوم رمزية لكنها خطوة نحو عودة حقيقية في المستقبل

فلسطين: 14-15 أيار: تستمر فعاليات إحياء الذكرى الثانية والخمسين لنكبة فلسطين، ذكرى تهجير الفلسطينيين من منازلهم وممتلكاتهم عام1948، وإقامة دولة إسرائيل على أنقاضها. تصدرت مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية العناوين الأولى للصحف العربية والمحلية تحت عنوان أسلوب جديد ونادر لإحياء الذكرى حيث قام بالأمس (14 أيار) حوالي 150 لاجئ فلسطيني (من مخيمات الدهيشة، عايدة والعزة للاجئين الموجودة في منطقة بيت لحم) رجال ونساء ممن شهدوا الترحيل والنكبة عام 1948 مصطحبين أحفادهم، بزيارة نموذجية ديارهم وقراهم. هذا النشاط الذي نظمه مركز بديل بالتعاون مع العديد المؤسسات الشعبية والصحفيين الفلسطينيين، عكس عودة جماعية أولى للاجئين من الضفة الغربية إلى منازلهم وممتلكاتهم في إسرائيل.

المحطة الأولى للباصات الثلاث كانت قرية بيت نتيف المدمرة، حيث الريف الفسيح، والذي يشكل الآن محمية طبيعية إسرائيلية غير مأهولة، والتي تعتبر شاهد على المجتمع الفلسطيني الذي -استنادا إلى إحصائيات 1948- سجل 2,150 مواطن يملكون 44,587كم2 من الأرض. وعندما تحركت "قافلة العودة" إلى قرية زكريا، استقبلهم هاشم محاميد ورافق القافلة وساهم في تسهيل تخطي الحاجز الإسرائيلي على مدخل المستوطنة الإسرائيلية التي قامت على أنقاض قرية زكريا في العام 1950.

تم التوقف عند أطـلال مسجـد القرية المحـاط بالعديـد مـن المنـازل العربية القديمة التي لا تـزال شاهـد علـى وجـود مجتمـع فلسطيني تعـداده 1,180 قروي في 15,320 كم2 من الأرض قبل ترحيلهم الأخير في حزيران 1950. وتجمع 150 لاجئ للصلاة حول المسجد. هذا المشهد غير المعتاد أثار بعض اليهود الذين يسكنون هنالك، حيث جاءوا ليستعلموا عن هدف هذه الزيارة.

كما هو متوقع، المواجهة المباشرة بين المالكين الحقيقيين الفلسطينيين والمستوطنين الموجودين الآن في المنازل والممتلكات (معظمهم مهاجرين يهود من بلدان عربية)، أثارت نقاشا حادا بينهم. في حين عبر البعض عن استعدادهم للمساعدة من اجل استعادة الفلسطينيين قريتهم زكريا إذا تمكنوا من استرداد منازلهم الأصلية في العراق، في حين قام آخرين باستدعاء الشرطة الإسرائيلية.

في ما بعد الظهر، تحركت القافلة إلى محطتها الأخيرة قرية بيت جبرين، التي كانت المركز السياسي والتجاري لمنطقة الخليل قبل عام 1948 (2,430 نسمة، على مساحة8 55.178 كم2 من الأراضي)، مساحة صغيرة من أراضي القرية أقيم عليها كيبوتس إسرائيلي يدعى "بيت جوفرين" ومحمية اسرائيلية شاسعة بالإضافة إلى محمية أثرية. وبعد ما قام البعض بمعاينة منازلهم، تجمعت قافلة العودة حول منزل الشيخ عبد الرحمن الصامد والواقع على قمة التل المطل على أراضي بيت جبرين. وهناك تم تشييد خيمة كبيرة ترمز إلى تجربة اللجوء، وقامت النساء بإعداد الخبز الفلسطيني التقليدي وخبزه تحت ظل المنزل الفلسطيني القـديم. عضو الكنيست هاشـم محاميـد قـام بتذكـير اللاجئـين بحقيقـة ان العائـلات الفلسطينية الرئيسية لمدينته ام الفحم (الجليل)، بما فيهم هو شخصيا، تعود جذورهم إلى قرية بيت جبرين، هذا ان دل على شيء فانه يدل على الروابط التاريخية بين المجتمع الفلسطيني في إسرائيل والضفة الغربية. كما ودعا الجيل القديم، الشاهدين على ترحيل عام 1948، بالحفاظ على التجربة الفلسطينية حية بين الاجيال الشابة، كما وشكر المنظمين لجهودهم الخاصة والنادرة من اجل منفعة هذه القضية.

في طريق اللاجئين الفلسطينيين المشاركين بالعودة إلى منازلهم من هذه الزيارة التي ترمز إلى العودة، اصطدموا مجددا بالحقيقة المؤلمة التي تعترض طريقهم في العودة الحقيقة إلى منازلهم وممتلكاتهم، حيث احتجز جنود حرس الحدود القافلة وقاموا بمرافقتها لإجبارها على الرجوع الى الضفة الغربية. وبعد مفاوضات مطولة على حاجز ترقوميا الإسرائيلي (الخليل) "الممر الأمن". ختم اللاجئين رحلتهم بمشاركة فعاليات دعم الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام بالقرب من مركز الصليب الأحمر بهدف التعبير عن مطلبهم بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين فورا من السجون الإسرائيلية.

اليوم، 15 أيار 2000، تم الإعلان عن وقف حركة السير لمدة دقيقتين. وذلك في تمام الساعة 10:00 صباحاً إحياءاً للذكرى الثانية والخمسين للنكبة. اللاجئين الفلسطينيين، العائلات والمناصرين لقضية المعتقلين الفلسطينيين سيشاركـون في التظاهـره العامـة المطالبـة بتطبيـق قـرار الأمـم المتـحدة 194 (حق العودة) ولإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين. أما فيما يتعلق بداخل أراضي 48، وستنظم اللجنة القطرية للدفاع عن حقوق المهجرين الفلسطينيين مهرجان "عودة" مركزي في قاعة الرياضة للمدينة الفلسطينية "أم الفحم" الساعة 5:00 مساء هذا اليوم.