أخبار بديــل

لا تعودوا من كامب ديفيد بدون حق العودة - بيان صادر عن فعاليات ومؤسسات اللاجئين في جنوب الضفة

من هنا.. من جوع المخيمات.. ومن زمن الانتظار اللاجئ على امتداد الحلم الفلسطيني المقدس وهو يخطو الى الامام حاملا حقه التاريخي بالعودة الى قراه ودياره وموطن ذكرياته وانطلاقه الانساني الاول ... ومن الجموع التي تحملت سقف المخيم اكثر من خمسين عاما سماءا اخرى غير سمائها، وبيتا مؤقتا وبؤسا وارادة عنيدة ... صوتا لاجئا، فلسطينيا تشكل في الشتات والمقاومة ليصيرهوية القضية وابجدية الاغنية، خارجا عن التزوير الثقافي والمادي، ومحطما مخططات التوطين والتعويض ومشاريع النسيان وعولمة المكان ... ليكون المخيم هو الخندق ... والازقة ساحة الاشتباك وليكون مطلب العودة الى الديار بوصلة البندقية واتجاه الدم.

انها رسالة جيل، الى جيل، قرية تنادي على اختها، وشهيدا يشد روح شهيد، .. وكل الاسماء نعرفها تجري من الماضي الى الذاكرة المتاهبة .. انه الوعي التاريخي، بشموليته الانسانية وتوهجه العالمي يعلن في العالمين وللمفاوضين في واشنطن باننا لن نسامح، ولن نغفر ولن نعبرالى السلام فوق ركام اجسادنا ومنازلنا، ولن يكون المخيم هو الجنة الموعودة كما يتصور اصحاب السحر الاقتصادي والتنموي والتطبيعي في تنفيذهم لكابوس الهزيمة.

ان ليل المخيم يصرخ بقراه التي دمرت، وذبح اهلها، باطفاله الذين كبروا في المهاجر وماتوا في طريق العودة الى بيوتهم ... وكل شئ هنا يفيض ويتحرك، وكل فلسطيني لاجئ لا زال يفتش على انسانيته المعذبة، يحمل نكبته وحجره وبندقيته ومفتاح بيته، يستعد في كل لحظة للقاء الوطن في وحدة الروح والجغرافيا والتاريخ على الارض وتحت السماء.

ومع بدء مفاوضات الوضع النهائي في قمة كامب ديفد بواشنطن ووقوفها وجها لوجه امام القضايا الساخنة والمصيرية وعلى راسها قضية شعبنا المركزية، قضية اللاجئين الفلسطينيين ام القضايا ومحور الصراع العربي الصهيوني، انتصبت امامنا مرة اخرى اللاءات الاسرائيلية المعهودة وشكلت اجماعا اسرائيليا حولها ( القدس، المستوطنات، اللاجئين، السيادة، المياه، الحدود) وكانها قضايا توراتية مقدسة لا تخضع لقانون المفاوضات من قريب او بعيد .. وفي ظل هذا الموقف الاسرائيلي الواضح والصريح والمتعنت حتى العظم والمسلح بميزان القوى الحالي المدعوم بالانحياز الامريكي الفاضح .. في ظل كل ذلك فاننا في مخيمات الجنوب نحذر من الخضوع للضغوطات الامريكية والاملاءات الاسرائيلية ومن يسير في طريق الحل الاسرائيلي الامريكي تحت شعار ما يسمى (الواقعية) فالتجنيس لن يلغي الهوية، هوية الانتماء للشعب والارض .. وجواز السفر في دول الشتات لن تلغي شهادة الميلاد والحق في ملكية ارض الاباء والاجداد .. فلا مكان لمفاوض او مسؤول يتاجر بقضيتنا .. ولن نسمح ان يسقط الوطن في معادلة التوازنات المرحلية والعالمية.

ان حق شعبنا الفلسطيني في العودة الى الديار والممتلكات حق ثابت واصيل وارث تتوارثه الاجيال القادمة، وليس من حق احد اسقاطه او القفز عنه، حق تؤكده وتعترف به وتقره كافة قرارات الشرعية الدولية وعلى راسها القرار(194) قرار حق العودة الصادر في 11 كانون اول 1948 وهو حق غير قابل للتصرف من اية جهة كانت، وان حق الانسان في العيش في وطنه ومغادرته والعودة اليه هي حقوق مطلقة وملاصقة اليه حتى في حالات الطوارئ وحالات الاحتلال الحربي وقد تاصلت هذه الحقوق في الشرعية العالمية لحقوق الانسان وفي كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية والاقليمية.

نحن اللاجئون نقول لقمة واشنطن بان المسافة نراها قريبة الى بلداننا والى حقنا الثابت، ونحن جيش لم ينكسر ولم تشطبه الهزيمة ولم تمرعلى احلامنا بساطير الاسطورة الصهيونية والاثم التلمودي المسلح ... نقاتل دفاعنا عن وجودنا الازلي على هذه الارض وعن حقنا في ان يكون لنا دولة ذات سيادة بلا محتلين و لا قهر لا استعباد، ومن حقنا ان نقف مع التاريخ لنحاكم مجرمي الحرب ونرفع التراب عن وجوه قرانا وزيتوننا واسماء شهدائنا...فالمخيم جمرتنا الموقدة، لن يكون مؤبدا على حياتنا ومستقبلنا، فلنا امنياتنا واناشيدنا، تتحرك نطلقها الان حصارا على من ابتغى وساوم واعطى شرعية للجريمة والقتلة.

فيا ايها المفاوضون لا تعودوا من كامب ديفد دون ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين، فالمخيم يراقبكم وينتظر .. وحذار من غضب اللاجئين، فلنا الماضي والحاضر والمستقبل ولنا في ارضنا ما نعمل.

عهداً ووفائاً للشهداء الأكرم منا جميعا ان نظل الاوفياء حتى تحقيق الثالوث الفلسطيني المقدس

العودة ... تقرير المصير .. اقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس

فعاليات ومؤسسات اللاجئين في الجنوب 12/7/2000