المقاطعة كشكل نضالي: ما بين مقاطعة المستعمرات ومقاطعة النظام الاستعماري
ناجي
عودة*
بعد عقود من النضال الوطني والعالمي ضد الاستعمار وسياساته الامبريالية، تعالت بعض الاصوات الباحثة عن حلول للسلام في الشرق الاوسط عموماً، وعلى مستوى القضية الفلسطينية بشكل خاص. وقد تم طرح السلام على أنه المخرج الأمثل من حالة الصراع الدائم ضد الاحتلال الصهيوني على ارض فلسطين.
فمن جهة، هناك من رأى بان حالة الصراع مع الكيان الصهيوني في فلسطين تمثل التعبير المكثف لحالة الصراع الدولية والمتمثلة في الامبريالية ونفوذها الاقتصادي في العالم، حيث يدافع هذا الطرف عن كون القضية مرتبطة بالمفاهيم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
بعد عقود من النضال الوطني والعالمي ضد الاستعمار وسياساته الامبريالية، تعالت بعض الاصوات الباحثة عن حلول للسلام في الشرق الاوسط عموماً، وعلى مستوى القضية الفلسطينية بشكل خاص. وقد تم طرح السلام على أنه المخرج الأمثل من حالة الصراع الدائم ضد الاحتلال الصهيوني على ارض فلسطين.
فمن جهة، هناك من رأى بان حالة الصراع مع الكيان الصهيوني في فلسطين تمثل التعبير المكثف لحالة الصراع الدولية والمتمثلة في الامبريالية ونفوذها الاقتصادي في العالم، حيث يدافع هذا الطرف عن كون القضية مرتبطة بالمفاهيم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وقد قامت السلطة الفلسطينية بمحاولة لعب دور فاعل في تحديد مسار المفاوضات، وذلك من خلال تبني حركة مقاطعة اسرائيل جزئياً بهدف الضغط عليها واجبارها على العودة للمفاوضات الثنائية. ويدعو خطاب المقاطعة الرسمي الى مقاطعة منتجات المستوطنات الموجودة في الضفة الغربية فقط، في محاولة من أجل فرض السيادة على الجزء الذي تود السيطرة عليه وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها شرقي القدس.
ان سعي السلطة للبقاء في السلطة الحاكمة حلم لن يستمر في ظل استعمار احلالي كولونيالي على الارض الفلسطينية، حيث ان مقاطعة البضائع المنتجة في مستوطنات الضفة الغربية ستطيل من عمر الاحتلال على الارض وتثبت اقدامه، وخاصة ان الكيان الصهيوني لم يتوقف عن قضم الاراض والقتل وقطع الاشجار والجرف وبناء المستوطنات التي امتدت لتصل الى المناطق المكتظة بالسكان. فما الذي ننتظره من اوسلو؟ وماذا ننتظر من المفاوضات إلّا الشرعية التي تضفيها على المحتل؟
وبهذا يتنصل المجتمع الرسمي العالمي من التزاماته القانونية والانسانية في مواجهة انتهاكات اسرائيل، وكذلك الحال مع المجتمع المدني العالمي من التزاماته النضالية والاخلاقية في مواجهة الكيان الصهيوني، ويستعيض كل منهما عن دوره بذريعة دعم الشكل الرسمي واتفاقياته السياسية. وبالتالي يصرحون بدورهم باننا مع الحق الفلسطيني باتخاذ قراراته ويطلقون شعار عدم التدخل بالشؤون الداخلية للفلسطينيين. وبالتالي فان الموقف الرسمي الفلسطيني يعرقل التحرك الشعبي العربي والدولي من احراج الكيان الصهيوني وكذلك احراج كل المتسلقين من اصحاب لكلمولوجيا السياسية والذين يغازلون الانظمة الحاكمة.
ان المقاطعة الشاملة للكيان الصهيوني كأداة للشفاء من سرطان الاستعمار يجب ان تشمل مقاطعة الاستعمار مقاطعة شاملة بما يتضمن مقاطعة كافة سياساته الاستعمارية العنصرية. حيث ان مقاطعة هذا الكيان، الذي يعتبر جزءاً من العالم الرأسمالي ويتحكم بمقدرات الشعوب والامم من خلال رسم سياسته الاستعمارية الجديدة، وبأشكالها المتعددة الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والأمنية؛ تشكل رافعة لدفع المسيرة التي يقودها كافة احرار العالم للوقوف في وجه هذا النظام العالم الجائر الذي يدعم ويكرس الاستعمار الصهيوني الغربي لفلسطين.
لذلك، فعلى كل انسان حر بان ينضح ما فيه من اجل فضح الممارسات القائمة لهذه الشركات ودورها في انتهاك حقوق الانسان واستعمار الاراضي وخلق النزاعات من اجل فتح اسواق جديدة لبضائعهم واختلاق تيارات ارهابية والتي تعمل على تمزيق الشعوب وتفتيتها وخلق النزاعات الطائفية والمذهبية من اجل بسط نفوذها.
وما القرارات التي تصدر عن الشكل الرسمي للكيان الصهيوني من ملاحقة الناشطين، والفاعلين في حملة مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، الا دليل على نجاعة وصلابة حركة المقاطعة، وان صعبت المهام في ظل الوضع السياسي المتردي لشعوب العالم.
------------------------------------------------------------------
*ناجي عودة: مدير مركز العمل الشبابي للتنمية المجتمعية –ليلك-