ما هو المطلوب من القيادة الفلسطينية؟

بقلم: وائل سالم*

ان المطلوب من القيادة الفلسطينية لا يتجاوز بمضمونه مجموعة الأهداف الوطنية التي يجب تحقيقها من أجل تحقيق حياة كريمة للشعب الفلسطيني، الذي لا زال يعاني وطأة التشرد وغطرسة الاحتلال الصهيوني. والمقصود هنا بالقيادة الفلسطينية يتمثل في قادة الأحزاب السياسية الفلسطينية بكافة أطيافها، سواء العلمانية واليسارية أو الدينية.

ويتوجب علينا الانتباه الى ضرورة الفصل بين القيادة الفلسطينية المذكورة أعلاه، والقيادة المتمثلة في السلطة الفلسطينية، حيث أنه لا يمكن اعتبار الاخيرة قيادة للشعب الفلسطيني كونها جاءت في سياق اتفاق يحصر دورها في نطاق هذا المشروع السلطوي. أما القيادة الحقيقية للشعب الفلسطيني والتي ذكرناها سابقاً، فهي التي يقع على عاتقها المسؤولية الوطنية والتاريخية في تحديد مسير القضية الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطيني والوصول إلى نتائج سياسية ينال من خلالها الفلسطيني الحرية على أرضه دون الانتقاص من هذا الحق في شيء.
فالعنوان الأبرز من هذه المطالب هو إعادة إحياء القضية الفلسطينية من جديد، بعد محاولات قتلها من خلال المشاريع التصفوية التي يصدرها إليها المتآمرون ويقوم باستيرادها المنتفعون. وعليه، فالمطلوب من القيادة هو الآتي،

اولاً: إعادة بناء الأحزاب والحركات السياسية الوطنية الفلسطينية بعيداً عن مشروع أوسلو والسلطة الفلسطينية،

ثانياً: بناء رؤية فلسطينية سياسية شاملة غير مسيرة ولا محكومة بالعلاقات مع الانظمة العربية تكون مرجعيتها الأحزاب الفلسطينية، بحيث تُعيد هذه الرؤية الاعتبار للثوابت الفلسطينية، وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وحدود فلسطين الانتدابية،

ثالثاً: اتخاذ موقف سياسي من يحدد دور السلطة الفلسطينية ومشروع أوسلو والمفاوضات، بما يضمن اعادة الاعتبار للنضال الفلسطيني الطويل والذي كلف الشعب الفلسطيني الكثير من الشهداء والجرحى والأسرى والمبعدين،

رابعاً: اتخاذ موقف واضح من وقف الانتفاضة وملاحقة المناضلين، واعتبار أن الشعب الفلسطيني في انتفاضة مستمرة، والخروج من دائرة التسميات التي يحاول البعض استغلالها من اجل التقليل من دور النضال الفلسطيني،

خامساً: اعتبار الوحدة الوطنية هي الدرع الواقي للشعب الفلسطيني وقضيته، والتي يجب أن تكون على قاعدة الشراكة السياسية وليست المحاصصة التقسيمية، واعتبار فلسطين للجميع،

سادساً: العودة إلى الشعب الفلسطيني واستفتائه على كافة القضايا الجوهرية المتعلقه بآليات العمل الكفاحي النضالي لا بالحقوق والثوابت الوطنية، لان الحقوق لا استفتاء عليها.
--------------
* وائل سالم: ناشط سياسي واجتماعي من سُكان مخيم الدهيشة