ما الجديد في حربي تموز لبنان وغزة استراتيجيا وتكتيكيا

بقلم: احمد ابو غوش*
من يخوض حرب التحرير الشعبية أو حرب العصابات هم الضعفاء في مواجهة الأقوياء، إما لتغيير نظام لا ترضى عنه الجماهير، أو من أجل التحرر من استعمار خارجي. وبالرغم من اختلاف تكتيكات الحرب الشعبية من بلد إلى آخر ومن زمان إلى آخر، إلا أن لها سمات أساسية مشتركة وهي:
1. هي حرب الإمكانيات البسيطة ضد الإمكانيات الكبيرة، وحرب الأضعف ضد الأقوى.
2. تتوفر للقوى الضعيفة على الصعيد الآني إمكانيات كامنة وقدرات قابلة للتطوير على المدى البعيد بسبب تمثيلها لغالبية الجماهير الشعبية، فهي تبدأ ضعيفة وتتطور حتى تصبح أقوى من أعدائها عددا وإمكانيات وقدرة، وذلك من خلال مراحل تطورها الثلاثة "الدفاع الاستراتيجي، التوازن الاستراتيجي، الهجوم الاستراتيجي".
3. الالتصاق بالجماهير والدفاع عن مصالحها، وذلك لأنها الحاضنة للثورة والحامية لها، وجيشها المستقبلي.
4. تأطير الجماهير والارتقاء بها تنظيميا ووعيا، وتحسين قدرات الأفراد والمجموعات، وصولا إلى انجاز قدرة عالية كلية لقوى الثورة المؤطرة وغير المؤطرة.
 
ولكي تنجح ثورة تستند إلى الكفاح الشعبي المسلح، يجب أن يتوفر لديها:
1. بيئة جغرافية ملائمة للحرب الشعبية وحرب العصابات (غابات، مستنقعات، جبال، مدن كبيرة) تعيق حركة الأعداء وتشكل مناطق آمنة للقوى الثورية.
2. بيئة ديموغرافية مستعدة لحماية القوى الثورية. لذلك، يسبق البدء بالحرب الشعبية، وهي طويلة الأمد، تحريض ضد الأعداء ومحاولة خلق وعي في صفوف الجماهير بأهمية الاعتماد على الذات وبناء إطار سياسي قائد، وفضح ممارسات الأعداء بواسطة كوادر ثورية منظمة ومؤطرة قادرة على قيادة الجماهير لتحقيق أهدافها.
3. بيئة دولية مساندة، فالصراعات المحلية تتداخل في غالبية الأحيان مع الصراعات الإقليمية الدولية، لتداخل المصالح وتشابكها عبر العالم. فإذا توفر حليف دولي قوي، فمن المقدر أن تحقق قوى الثورة انتصارا أسرع.
 
أما تكتيكات الحرب الشعبية فهي كثيرة ومتنوعة ولكنها محكومة بمجموعة ضوابط هي:
1. تبدأ بتشكيلات صغيرة سريعة الحركة تنتقل بسرعة من منطقة إلى أخرى، تسليحها خفيف والقدرة الجسدية لأفرادها عالية. ولها ملاجئ قادرة على الاختفاء فيها وتضرب العدو في نقاط ضعفه وفي مواقع مختلفة لإجباره على تشتيت قواته.
2. التسلح من الأعداء.
3. عملياتها في البداية دعائية أكثر منها قتالية.
4. دور إعلام قوي يقوم على النقل الشفوي والمنشورات على المستوى المحلي.
5. زرع الثقة في صفوف الجماهير ومحاولة تدميرها في صفوف الأعداء.
6. الرد على الخسائر في صفوف الجماهير بعمليات ضد الأعداء.
7. إقلاق راحة الأعداء.
8. تقييم الظروف السياسية في كل مرحلة من مراحل تطور الثورة والنضال.
9. الانسحاب إذا هجم الأعداء، والتقدم إذا انسحبوا، والتشتت إذا تمركز الأعداء، والتمركز إذا تشتتوا.
10. عدم خوض معارك ثابتة.
11. تجنب وقوع خسائر في صفوف الثورة، ومعاظمتها في صفوف الأعداء.
12. إعلان حرب دائمة على الجواسيس.
13. الجلد والقدرة على مواصلة النضال بضراوة.
14. العقائدية حيث هي جزء من تكوين القدرة.
15. اعتماد مبدأ السرية.
16. العمل على رفع معنويات الجماهير والثوار وخفض معنويات جيش الأعداء.
17. الابداع في خطط النضال وأساليب الهجمات.
18. العمل على التوسع الأفقي والعمودي للمعارك.
19. القدرة العالية على المناورة.
20. اعتماد الغارات الليلية.
21. إيقاع الخسائر البشرية والمادية أهم من الاحتفاظ بالأرض.
22. عدم المغامرة في الهجوم وعدم الجمود في الدفاع.
23. المعارك سريعة.
 
في الواقع الفلسطيني، وعبر مراحل مختلفة، اتبعت الثورة الفلسطينية التكتيكات المختلفة لحرب التحرير الشعبية، ساعدها ذلك على تطوير أعدادها وقدراتها بعد أن حققت انجازات في هذا المجال. وكان لصمود قوى الثورة في معركة الكرامة بعد وقت قصير من هزيمة الدول العربية في معركة حزيران سنة 1967 أثره في خلق مد ثوري، مع أن هذا الصمود مخالف لتكتيكات الحرب الشعبية. وما يهمنا هنا هو أن قوات الثورة في مكان تواجدها المركزي عانت من تغليب التناقضات القطرية على التناقض مع الأعداء، حيث برز ما يمكن تسميته التناقض المركب، وقد أجبرها ذلك على الانتقال من قطر إلى آخر ومنعها من خلق قاعدة آمنه تنطلق منها إلى النضال ضد عدوها المركزي. وعبر مراحل مختلفة للنضال الثوري الفلسطيني، برزت نجاحات وفشل وهزائم لقوى الثورة، وصولا إلى عام 1982 وانسحاب قوات الثورة من لبنان، وتشتيتها في صحاري الأقطار العربية بعيدا عن الحدود الفلسطينية. حد ذلك من قدرة الثورة على النضال من خارج فلسطين، فعملت على نقله إلى داخلها ومن داخلها، فكانت انتفاضة 1987 الشعبية. أما أفضل انجاز للثورة وقواها المناضلة فهو معاظمة النضال بعد ذلك في قطاع غزة مما أدى إلى انسحاب العدو منها. وهذا مكن على مدى سنوات من إنشاء قاعدة نضالية قوية فيها، وقد برز ذلك بوضوح من خلال المعارك الحالية.
 
انطلاقا مما سبق، وفيما يتعلق بقطاع غزة يمكن ملاحظة ما يلي: مساحة قطاع غزة لا تزيد عن 360 كم مربع، محاصر من كل الجهات من الأعداء، فيه بيئة جغرافية لا تساعد على شن حرب تحرير شعبية، وفقط فيه بيئة ديموغرافية تشكل كثافة عالية للسكان بالمقارنة مع المساحة، كانت وما زالت ملتفة حول الثورة والثوار بالرغم من محاولة الأعداء عبر كل الهجمات على قطاع غزة، خلق شرخ بين الجماهير والثورة بإيقاع خسائر عالية بين المدنيين، والمس بمواردهم الاقتصادية وقدرتهم على الحياة. والرائع في الجماهير الفلسطينية، على الرغم من المعاناة والألم الذي تعرضت له تاريخيا، هو صمودها وقبولها التحديات بسبب إدراكها لهدف ممارسة الأعداء. لذلك، لاحظنا أن الجماهير الفلسطينية رغم سوء الأوضاع الاقتصادية وفداحة الخسائر لم تتخل عن الثورة وقواها الثورية. أما أهم نقطة ضعف في واقع القوى السياسية في قطاع غزة، فهي، وجود تناقض بين نهجين في الساحة الفلسطينية، نهج يعتقد أنه يمكن تحقيق انجاز عبر المفاوضات، ونهج المقاومة الذي يعتقد بأنها مفاوضات عبثية. وفي ظل هذا الواقع أمكن تحويل تناقضات ثانوية إلى تناقضات رئيسية، وهذا أدى إلى خلق انقسام حاد في صفوف الشعب الفلسطيني. علما بأن أهم شرط لانتصار القوى المناضلة، هو الوحدة الوطنية، حيث تشكل عاملا أساسيا من عوامل تكوين القدرة. أما الإيجابيات التي تدعم وجود فرص للنضال الثوري وتنمية قدراته فهي وجود تجارب من واقع الشعب الفلسطيني ونضاله ومن واقع النضال العربي تدعم هذا التوجه. فمعركة الكرامة، وبالرغم من أن خبرة الثورة الفلسطينية القتالية كانت بسيطة لأنها جاءت في بدايات الثورة، أثبتت أنه بالإمكان مواجهة جيش العدو المدجج بالسلاح وإيقاع الخسائر في صفوفه. وتجربة لواء مشاة مصري في حرب أكتوبر استطاع محاصرة لواء مدرعات وتدمير معظم قواته وأسر الباقي، أثبت أيضا أنه بالاعتماد على السلاح الملائم يمكن هزيمة الأعداء بتكلفة أقل، وأن المعنويات العالية أهم من السلاح ومدى تقدمه. وقد ثبت ذلك أيضا من خلال معركة بيروت، حيث جابهت دبابات ت 36 دبابات العدو المتقدمة جدا على أبواب بيروت. ثم جاءت تجربة حزب الله والمقاومة عموما في لبنان، حيث أثبتت أنه بالإمكان الانتصار على الجيش الإسرائيلي. فقد انسحب هذا الجيش تحت ضربات المقاومة اللبنانية انسحابا غير منظم هو والقوى العميلة له، بالرغم من وجود العديد من نقاط القوة لديه. أهمها وجود قوى سياسية لبنانية تعارض وجود المقاومة، وتعاديها. وفي معركة تموز 2006 فشل الجيش الإسرائيلي أمام قوات صغيرة لحزب الله الذي استطاع أيضا أن يحدث توازن رعب من خلال الصواريخ التي طالت شمال فلسطين. والأهم أن القوات البرية وقفت عاجزة على الحدود وتعرضت لهزيمة منكرة، عوضت عنها، كالعادة، بقصف المدنيين والموارد البشرية للبنان بالطيران. بالمقابل، وهذا معروف ولم نركز عليه، منيت المواجهات التقليدية بين الجيوش العربية وجيش الاحتلال الإسرائيلي بفشل وهزائم عسكرية أو سياسية أو بالاثنتين معا، وهذا ما يتحدث عنه واقع الأنظمة العربية في مواجهة العدو الإسرائيلي.
 
بعد هذا الطرح الموجز لأهم معالم تجربة النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، يبقى السؤال المطروح هنا وهو، ما الجديد، استراتيجيا وتكتيكيا، الذي أثبتته الحرب على قطاع غزة؟ يمكن الإجابة على هذا التساؤل من خلال النقاط التالية:
 
1. تجربة الأنفاق التي برزت في التجربة الفيتنامية، وتطورت وتعمقت واتسعت من خلال تجربة المقاومة في جنوب لبنان، أثبتت أن أية بيئة جغرافية صالحة لحرب التحرير الشعبية. فالأنفاق قادرة على حماية المقاتلين من سلاح الطيران الذي يشكل عامل تفوق مهم للجيوش التقليدية، وبشكل خاص للجيش الإسرائيلي، وكذلك قادرة على حماية المقاتلين من الدبابات وسلاح المدفعية الثقيلة. فإبطال تأثير سلاحي الطيران والقوات المدرعة يجرد أي جيش تقليدي من عناصر تفوقه، وتصبح هزيمته ممكنة بالاعتماد على قوى بشرية مدربة وتمتلك معنويات عالية وعقيدة قتالية.
2. استخدام الصواريخ المضادة للدبابات والآر بي جي المتقدم الذي لا يكلف شيئا بالمقارنة مع الدبابات، مكن قوى الثورة من إبطال فاعلية أهم سلاح بعد الطيران، وهو سلاح المدرعات. وغير في ميزان القوى في المواجهة مع جيش قوي ومنظم ومتخم بالسلاح.
3. الصواريخ المصنعة محلياً بعيدة وقصيرة المدى، مكنت، وبغض النظر عن مدى قدرتها التفجيرية، من خلق توازن رعب في حالة استهداف الجيش الإسرائيلي للمدنين والبنايات السكنية. فبالصواريخ استطاعت المقاومة الفلسطينية فرض حالة رعب لم يعرفها المستوطنون في فلسطين من قبل، ولأول مرة عاش هؤلاء حالة لم تعرف من قبل ولم تصل أبدا إلى هذا المستوى. هذه الصواريخ، وبغض النظر عن عدم تطورها، عطلت النشاط الاقتصادي ووضعت الاحتلال في حالة من الرعب توازي، ولو نسبياً، حالة الرعب الذي يحاول خلقه في واقع الشعب الفلسطيني. وهنا لابد من الإشارة إلى أن استخدام الصواريخ يعوض عن السرعة في الحركة المطلوبة في قتال العصابات.
4. العقيدة القتالية والمعنويات العالية والتدريب البشري تضيف كثيرا لميزان القوى العسكري، والعامل البشري هو العامل الحاسم في المعارك ونتائجها.
5. صمود المقاومة، والمدنيين الفلسطينيين قرابة الشهرين أمام أعتى جيش في المنطقة ووقوع خسائر كبيرة غير مسبوقة في المواجهات البرية في صفوفه، أحدث فرقا في مسار المعارك في ظل التعديل الذي أحدثته العوامل السابقة على موازين القوى العسكرية.

وبناء على ما سبق، يمكن الاستنتاج بسهولة أن التقدم في مجال إطلاق الصواريخ، وتدريب وإعداد المقاتل، وتطوير الأنفاق، والقوات البرية، كل ذلك يمكن من إيقاع خسائر أكبر في صفوف جنود الاحتلال، ويمنعه من تحقيق أهدافه، وهذا يعدل موازين القوى بين المقاومة الفلسطينية والعربية وجيش الاحتلال، ويحد من قدرته على الردع. وفي مثل هذه الظروف سيلجأ العدو كالعادة إلى إيقاع خسائر في صفوف المدنيين. وهذا يؤثر على موازين القوى في الساحة الدولية، فبهكذا ممارسات، ستتكشف إسرائيل كدولة عنصرية وتخسر مزيدا من دعمها الدولي.

تجربة غزة باختصار أثبتت أنه بالإمكان الانتصار على عدو قوي بأبسط الإمكانيات، مقارنة مع محاولة خلق توازن تقليدي بين جيوش تقليدية، والذي أثبتت التجربة أنه غير ممكن في ظل دعم أمريكي غير محدود. كما أثبتت هذه التجربة أن الوصول إلى مرحلة توازن مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال حرب التحرير الشعبية ممكن، مما يعني أيضا أن هزيمته ممكنه. وأنا أعتقد أن الوقت لن يطول حتى نشاهد حربا من جبهتين على الأقل أو من عدة جبهات توقع في صفوف الاحتلال خسائر بشرية ومادية وتؤدي إلى هزيمته وربما إلى إقامة دولة ديموقراطية واحدة على الأرض الفلسطينية. كل ذلك مرتبط بالصمود العسكري والإصرار على تحقيق انجاز سياسي حده الأدنى فك الحصار عن قطاع غزة.
 
وفي نهاية هذا المقال أود الإشارة إلى أن البعض لا يتفق مع ما ورد اعلاه، باعتبار ان معيار الهزيمة والنصر هو الخسائر، ولانه اصلا لا يتفق مع أن النضال هو أساس الانتصار على الأعداء، وأن المفاوضات معركة لا تنفصم عن العمل على تغيير موازين القوى معهم، وأن موازين القوى المحلية هي الحاسمة في الصراع وحله، وذلك دون إهمال أن موازين القوى الدولية عامل مهم، لكنها لن تكون حاسمة في حل الصراع إلا إذا حدث انسجام في المصالح مع القوى المهيمنة دوليا، أو على أساس حل التناقض بمساومات تفرغه من مضامينه، وهذا يتناقض مع التحرر. أو أن يتم التركيز على تعرية الأنظمة المساندة للأعداء وتأليب جماهيرها ضدها، بسبب ممارستها المتناقضة مع القيم البشرية، وذلك لن يتحقق إلا من خلال حشر الأعداء في الزاوية، بحيث يلجأون إلى القتل والتدمير وارتكاب الجرائم مما يؤلب الرأي العام الدولي ضدهم، ويسهل في ظل تطور موازين القوى المحلية هزيمتهم. بالمقابل، الذين لا يتفقون مع القوانين التي ثبت صحتها عبر تجارب عديدة، سيحاولون تتفيه الانجاز الذي تحقق في معارك غزة، وربما قلب الحقائق، مرتكزين على أن الانجازات التي تحققت بالنضال في معارك غزة بالمقارنة مع الخسائر البشرية والمادية لا قيمة لها. وربما سيتجرأ البعض ليقول أن ما حدث هزيمة.
 
لهؤلاء يمكن التأكيد بالأرقام أن اعتداءات الاحتلال على الشعب الفلسطيني حالة قائمة ودائمة، حتى في ظل محاولات إقناعه المبتذلة من قبلنا أحيانا بأننا شعب مسالم ولا نرد، ونصر على السلام في ظل الاعتداءات التي أوقعت في شعبنا ومواردنا، هذه الخسائر التي تحرك الميت وتوقظه من موته. ففي الفترة الممتدة بين عامي 2000 و2003 أوقع الاحتلال في صفوف الشعب الفلسطيني حوالي 2700 شهيدا، وجرح من شعبنا 36734 ودمر 53655 بيتا وجرف 60467 دونما، واقتلع 940313 شجرة. سيرد هؤلاء أن ذلك حدث في ظل انتفاضة ومقاومة، وسنوافقهم الرأي.
 
بالمقابل سنسأل ماذا عن الفترة الممتدة بين عامي 2004 و2008؟ ففي هذه الفترة قام الاحتلال باقتحام المناطق الفلسطينية 34896 مرة، وأطلق النار على فلسطينيين 16464 مرة، وتم اغتيال 144 فلسطيني بدون محاكمة، وهدم 960 بيتا، وفرض منع التجوال 864 مرة، وحدث 576 حالة استيطان، واعتدى المستوطنون على فلسطينيين 1776 مرة، وقتل 2064 فلسطينينا، واعتقل 21216 فلسطينيا، وأقام 21072 حاجزا، ونفذ 4320 حالة اعتداء على الممتلكات الفلسطينية، وجرح 9072 فلسطينيا. فماذا سيقولون؟
 
--------------
*احمد ابو غوش: باحث وكاتب فلسطيني.