بقلم:نورا باروس- فريدمان
استراتيجيات تنفيذية لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم


جرى في أواخر الشهر الماضي تنظيم مؤتمر من قبل مجموعة "زخروت"، وهي منظمة حقوق إنسان إسرائيلية (وتعني بالعربية "ذاكرة")، وزخروت منظمة إسرائيلية يهودية، تسعى لتحقيق العدالة، وتعمل بصورة متقنة لرفع مستوى الوعي في أوساط المجتمع اليهودي الإسرائيلي حول النكبة الفلسطينية، أو التهجير الإجباري الذي بدأ في عام 1948 واستمر حتى هذا اليوم. وتعرف "زخروت" النكبة بأنها "نقطة الصفر أو القاعدة الصفرية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي" التي يجب أن تتركز فيها وتنطلق منها جميع النقاشات حول العدالة، المساواة والأمن لكل من اليهود الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.

ومن المفارقات الساخرة أن مؤتمر يناقش إستراتيجيات تنفيذية لعودة اللاجئين الفلسطينيين فعليا إلى ديارهم،  ينعقد في مقر منظمة صهيونيي أمريكيا Zionist Organization of America (ZOA)، وهو مركز المؤتمرات الوحيد في تل أبيب الذي وافق على استضافة المؤتمر حسب قول "زخروت". وبوضوح فإن الأيديولوجية الرأسمالية المفبركة مثل منظمة صهيونيي أمريكيا كمؤسسة خاصة لا تتلقى الأموال - أو التوجيه— من بلدية تل أبيب، التي كانت "مهتمة" بسياق المؤتمر وجعلت من الصعوبة على "زخروت" إيجاد مكان لينعقد فيه. وقد امتلأت قاعات المحاضرات بالحضور التي اشتمل على أجيال متعددة من المجتمع الإسرائيلي؛ من مناهضين للصهيونية كبار في السن، ناجين من المحرقة النازية، إلى نشطاء تل أبيب الشباب الذين يرتدون قمصان تي- شيرت عليها صورة المناضل ألأممي تشي غيفارا.

وفي الكلمة الافتتاحية التي قدمتها "نورما مشيح"، المدير المساعد لمجموعة "زخروت"؛ لخصت السياق الذي كان يجب أن يتم فيه تنظيم هذا المؤتمر: "على إسرائيل أن تعترف بما حدث في عام 1948، وان عودة اللاجئين الفلسطينيين ستتم – وان إسرائيل وشعبها سيتغيران بصورة جوهرية (راديكالية). وقالت مشيح: "ستصبح الحركة الصهيونية، في نهاية المطاف، غير ذات صلة في المستقبل باعتبارها أقلية في فلسطين".

واكيم واكيم، من مواليد عام 1958 لأبوين لاجئين طردا من قرية البصة بالقرب من مدينة عكا في شمال فلسطين التاريخية، وهو واحد من آلاف الفلسطينيين اللاجئين المهجرين في داخل وطنهم ويحملون الجنسية الإسرائيلية، وهو سكرتير جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين في فلسطين 48. وقد قدم واكيم واكيم مداخلة واضحة تماما حول الدور الذي يجب أن يلعبه المجتمع الإسرائيلي خلال عودة الفلسطينيين إلى ديارهم، وقال: "بالطبع يوجد مخاوف وقلق داخل المجتمع اليهودي الإسرائيلي [من عودة الفلسطيني] ... ولكن المغزى والنتائج السلبية لعدم الاعتراف بحق العودة وتطبيقه؛ هو تهديد أعظم بكثير على المجتمع الإسرائيلي".

وأضاف واكيم " إن النكبة المستمرة أحالت فلسطين إلى "غيتو" كبير لا يستطيع أحد حمايته، وان الفلسطينيين لن يتنازلوا أبدا عن حقوقهم – وهناك دليل كاف للبرهنة على استحالة هزيمة المقاومة الفلسطينية – وبالتالي؛ نحن نحتاج إلى ثورة في التفكير في داخل حدود عام 1948؛ وذلك من أجل ضمان حقوقنا جميعا على أساس ترتيبات وقواعد قانونية، وجنسية مشتركة، دستور، الفصل بين الدين والدولة، تبني نظام قانوني جديد لحقيقة جديدة ، ...الخ، وبشكل كلي مطلوب تعريف جديد لهوية جماعية، وكل هذه الأمور هي مسؤوليتنا جميعا".

وتحدثت انجرد جرادات، مدير بديل/المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين، حول الخطوات الإستراتيجية لتنفيذ حق العودة على الأرض، وأوضحت لماذا ينطوي نموذج الحل في ما يسمى بـ"حل الدولتين" على مشكل؛ فهذا "الحل الواقعي" للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي هو غير واقعي تماما"، وفسرت ذلك بأن "الحل الوحيد هو المبني على أساس حق العودة وعلى سمو العدالة، ولا يوجد حل يمكن الدفاع عنه والحفاظ عليه ينطوي على حرمان الفلسطينيين من العدالة ... وخلال العشرين سنة الأخيرة كان تركيز السياسة والإعلام الإسرائيليين منصبا على استهداف حلم الفلسطينيين – بهدف تدمير حلم العودة، لجعله يبدو نوعا من العناد وفكرة غير منطقية. ولم يواجه الإسرائيليون يوما هذا التحدي – ومع ذلك واجهه الفلسطينيون بشكل دائم، ويتوقع منهم أن يتنكروا لحلمهم وحقوقهم. ولذلك يجب أن نكون جاهزين للكفاح".

وقدمت جرادات عدة مقترحات حول تنفيذ حق العودة، مقدمة لتعليقاتها بالقول" بان جميع الخطوات يجب تنفيذها بصورة غير رسمية من قبل يهود إسرائيليين، ومن قبل فلسطينيين في الأراضي المحتلة وأولئك الفلسطينيين في داخل فلسطين 1948، وفي الشتات في أنحاء العالم".

وأضافت:

"هناك ثلاث خطوات تلقائية؛ الأولى هي تطوير رؤية، حيث يجب أن نعرف لماذا نفعل ذلك؟ والنظر نحو الهدف النهائي، نحن نريد دولة واحدة مع مبادئ دستورية تجعل حق العودة أمرا قابلا للتطبيق؛ الخطوة الثانية، نحن بحاجة إلى تثقيف الآخرين وتعليم أنفسنا حول الطرق الإستراتيجية التي يستطيع الناس أن يعودوا من خلالها، أين سيعيشون؟. ويمكن عمل ذلك من خلال مساندة المؤسسات والوكالات الدولية، التي يمكنها تجنيد موازنات وموارد لدراسة هذه الاستراتيجيات؛ وثالثا، يجب أن نستمر في بذل جهود دائمة لإضعاف وعزل النظام السياسي التمييزي الذي يمنع تنفيذ حق العودة، ويمكن عمل ذلك من خلال "عودة عفوية"، عندما ينظم الأفراد أنفسهم من أجل العودة إلى أرضهم".

 كما تناولت جرادات حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات المستمرة ضد إسرائيل؛ باعتبارها عنصرا مهما لمحاكمة المسئولين عن الانتهاكات الحالية والتاريخية لحقوق الشعب الفلسطيني، وبأنها منهجية شاملة باتجاه الاعتراف بحقوق اللاجئين الفلسطينيين – وخلصت إلى أن كل واحد منا يعمل على أجزاء صغيرة ضمن خطة كبيرة واضحة".

"ياعيل ليرر"، الناشطة السياسية في التجمع الديمقراطي الممثل في الكنيست الإسرائيلي (حزب عضو الكنيست العربي المبعد عزمي بشارة)، قدمت ياعيل مداخلة اشتملت على خطوط عريضة لعدد من النقاط الهامة في سياق تطبيق حق العودة للعمل عليها في داخل المجتمع الإسرائيلي. وقالت "الحياة الوحيدة التي باستطاعتنا أن نحياها هي التعايش، وشددت "ليرر": "لا يوجد مكان للجدران والأسيجة، أي للمزيد من التقسيم لهذه الأرض ... فلن يبقى لدينا أي احتياطي لحق العودة". وتحدثت "ليرر" عن مدى الازدراء في السياسات الأمريكية الحالية تجاه إسرائيل؛ وقالت:"يجب أن نتحدى "أيباك" [اتحاد المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، وهي اقوى مجموعة ضغط منظمة على نطاق العالم] مع نفوذها، فنحن نرى مرشحي الرئاسة الأمريكية يكافحون ويتسابقون من أجل من يكون صهيونيا أكثر من الآخر".

تلقت "ليرر" استفسار من قبل احد الحضور عن كيفية تعميق الرؤية للجوانب السياسية لممارسة اللاجئين الفلسطينيين لحقهم في العودة إلى أراضيهم التي يسكنها اليهود الإسرائيليون الآن، في المدن، البلدات والقرى و"الكيبوتسات". فأجابت "ليرر": بأن هذه النقاشات يجب أن تتم، يجب أن يكون لدينا وحدات تفكير في كل "كيبوتس"، وأن نبدأ التخطيط في داخل مجتمعاتنا المحلية ومع المجتمعات المحلية الأخرى، هذا هو النشاط الذي يجب أن ينطلق، سواء بموافقة الحكومة أو عدمها".

الموضوع الثاني على جدول أعمال المؤتمر كان تحت عنوان "تخطيط مشاريع العودة"، وتركز على عدة قرى تم تفريغها من سكانها على يد المليشيات الصهيونية خلال عام 1948 وخلال العقود الماضية؛ حيث قام معماريون ومتخصصون في التخطيط الحضري، إسرائيليون وفلسطينيون، بتصميم مشاريع إستراتيجية يمكن تطبيقها، وباستطاعتها أن تدمج اللاجئين الفلسطينيين مجددا في أراضي قراهم.

وتحدثت بثينه ضبيط، المهندسة المعمارية ذات الشخصية الكاريزمية من بلدة الرملة، حول إحياء المدن القديمة الباقية، ولكن في نفس الوقت تهديد البلدات مثل اللد والرملة، فهذين المجتمعين الفلسطيني واليهودي في إسرائيل اليوم، يشهدان عمليات هدم واسعة للبيوت الفلسطينية، واضطهاد عنصري للسكان الفلسطينيين من قبل الشرطة الإسرائيلية، وتكثيف للعزل في "غيتوات" من قبل الدولة، جنبا إلى جنب مع عملية الترميم الواسعة التي يمكن ملاحظتها بسهولة في مدينة يافا.

وقالت ضبيط: لم يكن هناك صوت للاجئين في جميع المفاوضات والاتفاقيات السياسية، نحن حتى غير موجودين على الخارطة ... ينبغي أن نبدع رؤية لمدن مختلطة للمرة الثانية، على طريقة ما كان قائما قبل عام 1948".

والبند الثالث الذي طرح في جلسات المؤتمر، كان تحت عنوان "ما بعد العودة"؛ حيث شكل فرصة للاستماع لأفكار حول الإطار الذي يجب أن يكون عليه الاندماج في النسيج الاجتماعي لمجتمع جديد حالما يعود اللاجئون الفلسطينيون. سامي أبو شحادة ، وهو مواطن من يافا وعضو في مجلس إدارة "زخروت"؛ أخبر الحاضرين في المؤتمر بأنه "يجد صعوبة في التفكير حول العودة".

وقال: "يمكن للعودة أن تحدث فقط: إما بعد حرب أهلية يهزم فيها اليهود الإسرائيليون على أيدي الفلسطينيين، أو إذا ما حدث تغيير شامل في لب الثقافة اليهودية"، وأضاف أبو شحادة موضحا؛ بأنه "حتى قبل أن تحدث العودة، يجب على الفلسطينيين إعادة بناء الكفاح الوطني، مع مجموعات على غرار ما اعتادت منظمة التحرير الفلسطينية أن تكون عليه، من أجل الوصول لجسم تمثيلي لجميع اللاجئين".

وقال أبو شحادة "على الفلسطينيين أن يدركوا بان الكثير قد تغير منذ عام 1948، ... فقد توقفت الذاكرة بالنسبة للاجئين الفلسطينيين عند عام 1948" وأضاف: "بأن الكثير من الناس لا يودون معرفة إلى أين يعودون. لقد تغير مشهد الأرض كثيرا وبسرعة. ولذلك؛ يجب إجراء المزيد من القياسات والحسابات والتثقيف – مع منطق حقيقي- فمشهد أراضي يافا، على سبيل المثال، لن يكون أبدا كما كان علية".

وخاضت أرئيلا أزولاي، محاضرة ومنظرة، في قلب الجدران التي تمنع مناقشة حق العودة في داخل الطبقة السياسية الإسرائيلية؛

وأوضحت: "نحن نتحدث عن رواية صهيونية – استعمارية ولدت في سياق السلطة ... السكان الأصليين لهذا البلد لم يتم اعتبارهم أبدا من قبل المستعمرين، وإلى الآن، يمول هؤلاء المستعمرين الحرب ضد من بقوا [بعد عام 1948] ويصفون مقاومتهم للاحتلال وعنف عسكره بـ"الإرهاب"، وقد فعلت الدولة كل ما بوسعها لكي تحول وتعيق التنظيم في مجتمع السكان الأصليين، بما في  ذلك بذل محاولات لمحو ذاكرة النكبة".

وأضافت أزولاي"يوجد تهديد في إسرائيل من قبل مواطنيها الذين يطالبون بتحمل النظام السياسي للمسؤولية– فهؤلاء الذين يقفون إلى جانب الناس الذين يعانون تحت وطأة هذا النظام يتعرضون للتهديد... إسرائيل هي نظام غير شرعي تم إنشاؤه للسيطرة على الناس، على المواطنين الأصليين، وبمشاركة مواطنيها – وجعل المجتمع اليهودي الإسرائيلي وكلاء للنظام السياسي. وقد نجحت الدولة في سياسة تحديد للهويات في المجال السياسي بطريقة تدمج الجنسية مع جرائم دولة على أساس يومي. وهكذا، ينبغي إنكار هذا النظام السياسي ومعارضته على أسس مبدئية، طالما تستمر إسرائيل في رفضها الاعتراف بحقوق اللاجئين الفلسطينيين".

وكان الموضوع الرابع والأخير على جدول أعمال المؤتمر بعنوان "مجالات للفعل والعمل: ما الذي يمكن عمله اليوم؟" وتحدث المتحدثون بطلاقة حول تكتيكات مختلفة، وأساليب يمكن استخدامها منذ اللحظة؛ اقترح البعض تعلم لغة ثالثة، منفصلة عن العربية والعبرية، وذلك من أجل دمج التعددية الثقافية والمساواة نحو مجتمع جديد. و استخدم البعض أمثلة حول الطرق الحديثة لإصلاح الأراضي، مثل مشروع كفر برعم، كنموذج للتغيير وللتطبيق الاستراتيجي لحقوق اللاجئين الفلسطينيين.

وتناول متحدثون آخرون مقترحات أخرى وقدموا ملاحظات، مثل الفوضوي الإسرائيلي الدكتور أوري غوردن، الذي عبر عن اهتمامه بالقول بأنه حالما يتم دمج اللاجئين الفلسطينيين في نظام مساواة، في دولة ديمقراطية واحدة، يمكن أن تكون هناك ترتيبات سياسية بوسعها مصاحبة حرية التجارة الرأسمالية وغبارها الذري ألا وهو استغلال الفقراء. وجزم غوردن بأنه "لا يمكننا أن نرى الفلسطينيين يتم استيعابهم في إطار تركيبة قيادية ضعيفة، وسيكون هناك ضغط من أجل وضع الفلسطينيين الفقراء جنبا إلى جنب مع العمال الأجانب المحرومين من الامتيازات، بينما تستمر المؤسسة كما هو معتاد".

وبعد اختتام أعمال المؤتمر؛ عبرت نورما مشيح عن سعادتها لنوعية وحجم الحضور وللنتائج، وقالت: "كنا مندهشين للعدد الكبير من الناس الذين حضروا، وبشكل خاص مجيئهم لمناقشة حقيقة تطبيق العودة ... وفي الحقيقة ليست لنا شعبية أكثر من إرسال رسائل بالبريد الالكتروني لمن هم على قائمتنا البريدية، وهذا يعطيني مؤشرا حول كم من الناس يرغبون بالحديث عن حق العودة".

وقالت: "بعض التغيير يحدث في المجتمع الإسرائيلي"، وواصلت موشيح الحديث: "نحن نرى غالبية هذا التغيير قد جرى حول "يوم الاستقلال"، وخاصة عندما تتحدث صحف إسرائيلية متزايدة أكثر فأكثر حول النكبة، وهذا نجاح. ولكن من الجهة الأخرى، بالطبع، استقبلنا الكثير من ردود الفعل التي لم تكن مشجعة جدا".

وفي تعليقها حول عقد المؤتمر في مقر منظمة صهيونيي أمريكيا، أضافت ضاحكة "كان هناك شعور بالاحتفال – بأن هناك شيء جديد، دائما كنا نقول أن هذه الأرض ليست للصهاينة وحدهم، فهي لنا أيضا؛ وبالتالي نحن نغير النمط السائد لهذه الثقافة، نحن هنا أيضا".

حق العودة هو حق إنساني معترف به ومكفول، وسوف يتحقق تنفيذه ان آجلا ام عاجلا. وفي ورقة مشتركة تمت كتابتها من قبل "نورما مشيح" والمدير التنفيذي لزخروت "ايتان برونشتاين"، وتم توزيعها في المؤتمر. جاء أن حق العودة سوف يعني عدم تكامل التفوق اليهودي الصهيوني مع الأغلبية السكانية اليهودية، وسينبت مكانها نظام سياسي جديد". ومع ذلك؛ لاحظ برونشتاين ومشيح بأن:

"ليس النظام السياسي الجديد هو كل المطلوب لتجديد حياتنا هنا، بل يجب إقامة علاقات جديدة مبنية على الثقة المتبادلة بين الناس – بين هؤلاء الذين يعيشون هنا الآن، وأولئك العائدين الذين سيصلون في المستقبل. ومن أجل إنشاء مجتمع صحي؛ ينبغي معالجة وشفاء الجروح التي فتحت وأدميت خلال الستين سنة الماضية، ويجب إتاحة مجالا للنقاش العام للحديث عن الظلم، ومن أجل الاستماع لروايات الضحايا ولمرتكبي الجرائم ومنتهكي الحقوق ... وأحد النماذج التي قد تكون ممكنة التطبيق هي "لجان الحقيقة والمصالحة" كما جرى في جنوب أفريقيا، والتي ربما كانت المحاولة الأولى للتمييز(كعمل ذهني) من خلال تحميل المسؤولية والمعاقبة على التسبب في الظلم".

وقد استنتج برونشتاين ومشيح بأنه: "فقط عندما يصل اليهود إلى رؤية الفلسطينيين الذين يعيشون هنا، وأولئك الذين طردوا، كبشر يستحقون العيش معهم، عندها نستطيع أن نأمل بالعيش هنا في ظل العدل والمساواة". أو كما قال "بني زيفر"، المحرر الثقافي والأدبي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليومية، ـ  خلال الجلسة الأخيرة للمؤتمر"من هنا يبدأ الإصلاح، من هنا يبدأ فك الرهن".

 ----------------------------

 نورا باروس- فريدمان: هي المنتج الرئيس والمستضيف المشارك للومضات المذاعة عبر أثير راديو "باسيفكا"، وتسافر إلى فلسطين المحتلة عدة مرات في السنة؛ من أجل توثيق الوضع. وهي مراسل مستقل لـ"انتر برس سيرفس"  Inter Press Service. ويمكن الوصول إليها على بريدها الالكتروني [email protected]، وموقعها الالكتروني  www.norabf.com

 نشر هذا المقال أصلا باللغة الانكليزية في "الانتفاضة الالكترونية"، 14تموز، 2008