يوم الأرض - اليوم العالمي لمقاطعة إسرائيل - 30 آذار

السنة الثالثة: نداء صادر عن اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها

إلى أصحاب الضمائر الحية،
إلى محبي العدالة والحرية،
إلى المدافعين عن حقوق الإنسان والمساواة بين البشر جميعا،
إلى المدافعين عن سيادة القانون والأمن والسلام الدوليين،

تدعوكم اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل للمشاركة في فعاليات اليوم العالمي الثالث لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، وذلك في يوم الأرض، 30 آذار 2011.

تتوجه إليكم اللجنة الوطنية من أجل توحيد طاقاتكم جميعا للمشاركة في فعاليات اليوم العالمي الثالث للمقاطعة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرض آبائه وأجداده. إن المقاطعة باتت اليوم شكلاً أساسياً من أشكال كفاحنا ضد الاحتلال والاضطهاد الإسرائيلي لشعبنا، كما أصبحت أهم أشكال التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني في نضاله وكفاحه لنيل حقوقه غير القابلة للتصرف.

بإلهام من الثورات الشعبية في تونس ومصر وغيرها، والشجاعة، والكرامة، والتحضر التي تمتعت بها هذه الثورات، نقف جنباً إلى جنب مع كفاح الشعوب في مطالبها بتقرير مصيرها، وتحقيق الديمقراطية، الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة.

لقد أعلن اليوم العالمي الأول لمقاطعة إسرائيل من قبل منظمات المجتمع المدني الفلسطيني، وبتأييد ساحق من منظمات أهلية حول العالم، في أوساط المنتدى الاجتماعي العالمي عام 2009. وقد تم تنظيم يوم الفعاليات في 30 آذار بالتزامن مع يوم الأرض، الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى قيام إسرائيل في عام 1976 بقتل ستة فلسطينيين من "مواطنيها"- حملة الجنسية الإسرائيلية. وكان هؤلاء الشبان الأبطال الستة من بين آلاف الفلسطينيين الذين كانوا يحتجون على قيام السلطات الإسرائيلية بمصادرة الأراضي الفلسطينية لأغراض بناء مستعمرات يهودية جديدة وتوسيع المدن اليهودية القائمة. لهذا تمثل ذكرى يوم الأرض لدينا رمزاً للمقاومة الفلسطينية ضد سياسات إسرائيل المستمرة في مصادرة الأراضي والاستعمار الإحلالي والاحتلال العسكري والفصل العنصري.

وبهذا نقف جنبا إلى جنب مع الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وغيرها، مؤكدين حق الشعوب في الكفاح لتحقيق الحرية، العدالة، والمساواة، ونقول لهم: "نضالكم نضالنا، وحريتكم حريتنا".

مع مرور السنة العشرين على المحاولات الفاشلة لتحقيق السلام بمنأى عن العدالة وحقوق الإنسان منذ مؤتمر مدريد عام 1991، وبعد تكشف وثائق المفاوضات التي جاءت الآن لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ما يعرفه الكثيرون، من أن إسرائيل ترفض الانصياع للقوانين الدولية، وترفض كل عروض السلام العادل، بغض النظر عن جدوى عملية "التفاوض" ومدى كفاءة القائمين عليها. وما أثبتته تجربة الكفاح البطولي من أجل الحرية في جنوب إفريقيا، فقد أصبح واضحاً الآن أن لا شيء يمكن أن يجبر إسرائيل على الوفاء بالتزاماتها واحترام حقوق الشعب الفلسطيني، وأولها حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وفقا للقانون الدولي، سوى الضغط الدولي المؤثر، والفعال، والمثابر، بالذات على شكل حملات مقاطعة وسحب استثمارات من قبل المجتمع المدني الدولي ضد إسرائيل.

مستلهمة قرناً من الزمان من المقاومة الشعبية والمدنية الفلسطينية وحركة المقاومة الجنوب إفريقية ضد نظام الفصل العنصري، والانتفاضات الشعبية المنتشرة في الوطن العربي، تناشد اللجنة الوطنية للمقاطعة أصحاب الضمائر الحية ومنظماتهم في جميع أنحاء العالم لحشد طاقاتهم والتحرك بتنظيم فعاليات خلاقة، وملموسة ومرئية لجعل هذا اليوم خطوة تاريخية لحركة مناهضة الفصل العنصري والاستعمار الإحلالي والاحتلال الإسرائيلي، وخطوة على طريق تعزيز مساءلة إسرائيل، ومن أجل إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني وصيانة كرامته.

وتدعوكم اللجنة الوطنية للمقاطعة لتركيز فعاليات الحملة في الثلاثين من آذار على ما يلي:
1. بالإضافة إلى دعم المبادرات القائمة، إطلاق مبادرات جديدة للضغط على الأفراد وصناديق الاستثمار والتقاعد والمؤسسات والشركات لسحب الاستثمارات من إسرائيل لأنها تغذي وتستفيد من اقتصاد الحرب والاحتلال والأبارتهايد القائم في إسرائيل؛
2. مقاطعة وسحب الاستثمارات من الشركات الإسرائيلية والعالمية التي تساند الأبارتهايد والاستعمار الاحلالي والاحتلال الإسرائيلي؛
3. اتخاذ إجراءات قانونية باتجاه إنهاء الحصانة الإسرائيلية، ومن ضمن هذه الإجراءات التحقيق والملاحقة القضائية للإسرائيليين المشتبه بتورطهم في ارتكاب جرائم حرب، سواء في المحاكم الوطنية أو الدولية؛
4. حث الفنانين على الانخراط في المقاطعة الثقافية الآخذة في النمو المطرد، عبر الامتناع عن تقديم ورقة توت لتغطية جرائم إسرائيل ونظام الفصل العنصري فيها. وبهذه المناسبة نحيي الفنانين والشخصيات الثقافية من جنوب إفريقيا، ايرلندا، المملكة المتحدة، كندا، فرنسا، ايطاليا، اسبانيا، الهند، استراليا، الولايات المتحدة، البرازيل، النرويج، السويد وغيرها، الذين استجابوا وأيدوا نداء المقاطعة الثقافية و قاموا بإرسال رسالة واضحة لإسرائيل أن الاحتلال، والتمييز ضد الفلسطينيين غير مقبولين.
بعيداً عن مفهوم "التجرد من السياسة"، فإن الكثيرين من مثقفي العالم يعلمون أن المؤسسات الثقافية الإسرائيلية تلعب دوراً رئيسياً في حملات وزارة الخارجية الإسرائيلية المتلخصة في حملة "ماركة إسرائيل"، والتي تهدف إلى التغطية على الاحتلال وحرف الأنظار عنه وعن انتهاكات إسرائيل الأخرى لحقوق الشعب الفلسطيني وللقانون الدولي.
5. إطلاق فعاليات حملة المقاطعة الثقافية والأكاديمية والرياضية ضد إسرائيل وضد المؤسسات المتواطئة مع نظامها العنصري، على أن تشمل هذه النشاطات التماسات وتصريحات وحملات توعية لإبراز دور هذه المؤسسات في التخطيط لسياسات إسرائيل الاستعمارية والعنصرية وفي تبرير هذه السياسات وإدامتها.

إننا نحث كل الشركاء والناشطين على التركيز على التغطية الإعلامية للوصول إلى جمهور أوسع، عبر نشر مقالات الحملة، محلياً ودولياً، والتواصل مع الصاحفيين لنشر ملخصات الفعاليات، وتنظيم أنشطة مصممة لجذب الإعلام، كالتظاهرات في الأسواق التجارية، والقيام بإجراءات قانونية، وفضح المنتهكين، وتشجيع المناظرات العامة، واستخدام وسائل الإعلام البديلة، وتوثيق الأنشطة بشكل جيد.

إن الاستجابة لنداء المجتمع المدني الفلسطيني لمقاطعة إسرائيل، الصادر في 2005، تتسع بشكل ملحوظ وتضم العديد من أصحاب الضمائر الحية من نجوم، وكتاب حاصلين على جوائز عالمية، ومؤسسات مالية عالمية ، واتحادات نقابية رئيسية، وجماعات دينية، وأحزاب سياسية، وحتى بعض الحكومات المناصرة لشعبنا. فشاركونا الآن، معاً وسوياً نحقق أهدافنا العادلة والمشروعة.

بعد خمسة أعوام من إطلاق نداء المقاطعة، نستطيع أن نرى تخلخلاً حقيقياً في الدعم غير المشروط الذي يقدمه ما يسمى بـ"المجتمع الدولي" لإسرائيل لحمايتها من التنديد والعقوبات. إن حملة مقاطعة إسرائيل هي الطريق الأمثل لترجمة الأقوال إلى أفعال ولضمان إلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي وحقوق شعبنا.

خلفية عن اليوم العالمي لمقاطعة إسرائيل - 30 آذار

أطلق اليوم العالمي لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها عبر ما يقارب الإجماع في المجتمع المدني الفلسطيني وبتأييد ساحق من المجتمع المدني العالمي عام 2009، وانعقد اليوم العالمي لأول مرة في الثلاثين من آذار من نفس العام، مزامناً ليوم الأرض الفلسطيني؛ هذا اليوم الذي يعتبر رمزاً للمقاومة والكفاح من أجل الأرض والحرية والحقوق.

يؤكد هذا النداء على أولوية وأهمية الحق في تقرير المصير، ويتناول الحقوق الرئيسية الثلاث للشعب الفلسطيني:
1. التحرر من الاحتلال والاستيطان في قطاع غزة والضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية).
2. إنهاء نظام التمييز العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين من مواطني 48.
3. تمكين اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين من ممارسة حقهم في العودة إلى ديارهم الأصلية وجبر كافة الأضرار التي لحقت بهم.

جاء هذا الإعلان في أعقاب 23 يوماً من العدوان الإسرائيل على قطاع غزة المسمى "عملية الرصاص المصبوب" والذي راح ضحيته أكثر من 1400 شهيداً، و5000 جريحاً فلسطينياً في القطاع المحتل والمحاصر. بعد عامين من ذلك الاعتداء، لا تزال إسرائيل تواصل حصارها الإجرامي وغير الأخلاقي على القطاع، مما يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، كما وتواصل الاحتلال العسكري والاستعمار في مناطق واسعة، وبشكل كثيف بهدف التطهير العرقي التدريجي للفلسطينيين الأصليين في النقب والقدس المحتلة وغور الأردن، وأجزاء أخرى عديدة من الضفة الغربية المحتلة. وتواصل إسرائيل أيضاً بناء الجدار الذي أفتت محكمة العدل الدولية عام 2004 بعدم شرعيته، وبقمع واعتقال نشطاء المقاومة الشعبية ضد الجدار والمستعمرات الذين يقومون عملياً بمحاولة إنفاذ قرار محكمة العدل الدولية في ضوء الفشل الذريع للمجتمع الدولي في تنفيذ هذا الرأي الاستشاري.

يجب النظر لانتهاكات القانون الدولي الجسيمة التي تقوم بها إسرائيل في سياقها الزمني الممتد لعقود من الحصانة والإفلات من المحاسبة والعقاب، الأمر الذي لا يمكن أن يستمر دون تواطؤ الحكومات الغربية، إضافة إلى الأمم المتحدة مؤخراً. منذ النكبة وإنشاء دولة إسرائيل على ركام المجتمع الفلسطيني وعبر التطهير العرقي المنظم الذي استهدف غالبية الشعب الفلسطيني، لا زالت اسرائيل تنكر حقوق أكثر من 6 ملايين لاجئ في العودة إلى ديارهم الأصلية. في ذات الوقت، تمكنت إسرائيل من الذهاب بعيداً في مأسسة وتقنين نظام الفصل العنصري الخاص بها، بما يتوافق مع تعريف الأبارتهايد بموجب الاتفاقية الدولية لعام 1976 لقمع ومعاقبة مرتكبي جريمة الفصل العنصري.

من أجل تحيق العدالة، الحرية، السلام، وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني
ندعوكم للمشاركة في فعاليات اليوم العالمي لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها في الثلاثين من آذار 2011.

للاستفسار حول كيفية المشاركة في هذا اليوم العالمي للفعاليات، وكيفية تطوير فعاليات الحملة في بلدكم، والانخراط في شبكة العمل، الرجاء الاتصال باللجنة الوطنية الفلسطينية لحملة المقاطعة، (BNC) على العنوان التالي: [email protected]
للاستفسار والمزيد من المعلومات، أنظر/ي: www.BDSmovement.net