نماذج من قرى مهجّرة تحولت إلى مواقع طبيعية ومناطق للاستجمام!

إعداد: رنين جريس*

جميع الصور من تصوير نوغا كيدمان

قامت إسرائيل بعد احتلالها لفلسطين عام 1948، وعلى مدار السنين، بتحويل ما يقارب نصف القرى المهجرة والمدمرة إلى مواقع طبيعية ومناطق للاستجمام كالأحراش والحدائق العامة التي زرعتها وطورتها "ككال" (الصندوق القومي اليهودي الذي تأسس عام 1901)، والمحميات الطبيعية والحدائق الوطنية التي تديرها سلطة الطبيعة والحدائق، بالإضافة إلى شق مسارات للمشي وللتنزه بين أنقاض هذه القرى، والتي أعدتها بالأساس شركة حماية الطبيعة وشركات سياحية خاصة.

مساحة قسم من هذه الحدائق والمحميات هو صغير ويشمل قرية واحدة، بينما القسم الأخر منها يشمل أكثر من قرية مدمّرة.
بشكل عام، لا يوجد أي ذكر للقرى المدمّرة على لافتات هذه المواقع، أو في النشرات المعلوماتية التي توزع على المتنزهين والمتنزهات، وان ذكرت فهي تذكر بشكل خاطف، سطحي وبسيط؛ والتركيز الأكبر يكون بالأساس على التاريخ اليهودي والصهيوني في المكان.

التعامل مع التطهير العرقي لهذه القرى بهذا الشكل، ومحاولة تجميلها والاستمتاع بها وتحويلها إلى مواقع طبيعية ومناطق للاستجمام، ما هو إلا استمرارية واضحة للمشروع الصهيوني الذي بدأ منذ أكثر من مئة عام ومستمر حتى يومنا هذا.

--------------------------
* رنين جريس: باحثة فلسطينية، مركزة مشروع التاريخ الشفوي في جمعية ذاكرات، عضو الهيئة الاستشارية لجريد حق العودة.