بقلم: علاء بدارنة*

لان الصورة الفوتوغرافية لم تعد مجرد إطار مربع نختار له ما نشاء، فحكايات الأمم تأتي من تاريخها المصور. فجاءت جائزة الصورة الفوتوغرافية كحقل رئيس ضمن جوائز مركز بديل للعام الثاني على التوالي، والتي شهدت هذا العام تطورا ملحوظا من حيث نوع وعدد المشاركات.

ونحن كمصورين صحفيين نرى الحكاية من زاوية مختلفة، وكان جديدا علينا أن نحكم لجائزة صورة يشارك بها أطفال يرسمون الحكاية من مشاهداتهم اليومية، ولان العنوان كان (العودة)، ولان المكان كان الوطن، امتزجت ذاكرة الماضي بحياة المخيم والتشرد، فكانت النتيجة مجموعة من الصور التي حاول هؤلاء الأطفال صياغتها على طريقتهم الخاصة.

لا شك أن مشاركات هذا العام كانت أفضل من سابقه. ولم يعد حلم العودة مجرد صورة مفتاح، بل تعدى ذلك، وبدأ الأطفال يبحثون عن كل الحكاية بعيونهم، فاستحقوا الفوز والتقدير. هذه فرصة جيدة لان نغرس في داخل أبنائنا التاريخ من خلال الصورة، من خلال المشهد الذي يجعل الذاكرة حية، فالأطفال الذين التقطوا بعدساتهم المخيم والحارة والحلم والتاريخ هم قادرون على إبقاء الذاكرة على قيد الحياة.

ومن هنا نشجع الجميع على المشاركة في هذا الحقل الهام من الجائزة، ونتطلع أيضا في لجنة التحكيم أن تقوم مؤسسة بديل بفتح المجال لمشاركات أوسع، ومن أعمار مختلفة، فهذا الجيل يستحق منا الكثير وكل الدعم والتقدير لكل الجهود المبذولة لرسم الوطن في إطار الصورة التي لا يمحوها الزمن.

-------------------------------
*علاء بدارنة: مصور صحفي وعضو لجنة تحكيم جائزة العودة لحقل الصورة الفوتوغرافية