أخبار بديــل

نداء من بديل والشبكة العالمية للاجئين والمهجرين الفلسطينيين

بعد مرور 40 يومًا على حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، ما زالت وكالات الأمم المتحدة تفشل في الوفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها في حماية الفلسطينيين. ويظهر فشل وكالات الأمم المتحدة في توفير الحماية للفلسطينيين في قطاع غزة من خلال تصريحاتها التي تتجنب وضع حقيقة حرب الابادة الجماعية الحالية في سياقها، واستخدامها لغة مخففة لا ترقى الى مستوى توصيف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل، وفشلها في تسمية إسرائيل باعتبارها المسبب والمرتكب لهذه الجرائم بحق الفلسطينيين، بما في ذلك حقيقة استشهاد عدد من موظفي الأمم المتحدة وتعرض مرافقها للتدمير. وعلى الرغم من علمها بأن المساعدات الإنسانية لا يجب أن تكون مشروطة تحت أي ظرف من الظروف، إلا أنها تتماهى مع الدول الاستعمارية، في ربطها وقف إطلاق النار الإنساني بإطلاق سراح ما يسمى بالرهائن.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مغادرة تلك الوكالات شمال قطاع غزة، والتخلي عن الفلسطينيين وعمال الاغاثة ومرافق الأمم المتحدة هناك واقتصار أعمالهم على النداءات والمناشدات فقط، يشير في نهاية المطاف إلى قبول ضمني لاحتمال مغادرة جنوب قطاع غزة. إن هذه الاجراءات تنذر بالخطر، ولن تمنع التهجير القسري المستمر للفلسطينيين سواء داخل غزة أو إلى خارجها من قبل اسرائيل.

لا يكفي أن تعرب وكالات الأمم المتحدة عن "الغضب"، و"كفى"، و"لا مكان آمن ولا أحد آمن"، وغزة "جحيم على الأرض" و"مقبرة للأطفال"، في حين أنها لم تتخذ أية إجراءات عملية لوقف ما يتعرض له الفلسطينيين من استهداف مباشر وتوفير الحماية الجسدية والمادية والقانونية لهم.

وبناءً على ولاياتها ومسؤولياتها، يجب على وكالات الأمم المتحدة أن تضطلع بالحماية بحسب ولايتها، وان تباشر الوفاء بالتزاماتها تحت علم الأمم المتحدة. إن عدم امتثال إسرائيل للقانون الدولي، وعدم احترامها للأمم المتحدة ووكالاتها، ورفضها الاستجابة للنداءات، ومنعها من ممارسة أعمالها، واطلاقها التهديدات المستمرة، لا ينبغي أن تشكل أعذارًا لوكالات الأمم المتحدة بحيث لا تقوم بتوفير الحماية الواجبة للفلسطينيين.

وعليه، فإن مركز بديل والشبكة العالمية للاجئين والمهجرين الفلسطينيين يدعوان وكالات الأمم المتحدة إلى:

1. عرض الحقائق المتعلقة بالوضع في قطاع غزة بشكل واضح ودقيق، بما في ذلك تسمية إسرائيل باعتبارها الجهة المرتكبة للجرائم، مع التذكير بالأسباب الجذرية للصراع ووضعها في السياق، وربطها بواقع قطاع غزة دون التقليل من شأن جرائم إسرائيل والدعوة إلى محاسبتها.
2. دون انتظار الاذن من إسرائيل، المباشرة في تقديم المساعدة والحماية الفورية للفلسطينيين لوقف الإبادة الجماعية ومنع المزيد من التهجير القسري من خلال تنفيذ ما يلي:

• إرسال قوافل مساعدات إنسانية فورية إلى قطاع غزة تحت علم الأمم المتحدة؛
• إعلان جميع المرافق العامة بما في ذلك مركبات تقديم الخدمات، مثل المستشفيات والعيادات وسيارات الإسعاف والشاحنات والمدارس والملاجئ والممرات الإنسانية جميعها محمية تحت علم الأمم المتحدة؛
• المباشرة في نقل الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج اللازم الى مصر تحت علم الأمم المتحد؛
•  زيادة العمليات والخدمات وتعزيز الوجود المادي لوكالات الأمم المتحدة والموظفين الدوليين، بما في ذلك المتطوعين/ات من المجالات المطلوبة – وتسهيل دخولهم/ن الى القطاع تحت علم الأمم المتحدة.