أخبار بديــل

رسالة مفتوحة بشأن الممرات الآمنة ومخطط تهجير فلسطينيي قطاع غزة
نعم لتأمين ممرات للإغاثة الإنسانية، لا لتهجير شعبنا من قطاع غزة
رسالة موجهة إلى السيد غوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة والأطراف الثالثة المعنية
في الوقت الذي تتزايد فيه الدعوات الصادرة عن الأمم المتحدة وعن دول عديدة لفتح ممرات إغاثة إنسانية للمدنيين في قطاع غزة، تبرز دعوات صادرة عن الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى تتماهى مع دعوة نظام الاستعمار والأبرتهايد الإسرائيلي بفتح ممرات عبور للسكان الفلسطينيين الى الأراضي المصرية. إن هذا الخلط ما بين مسؤولية المجتمع الدولي بتأمين ممرات إغاثة إنسانية عاجلة وبين فتح ممرات عبور للمدنيين خلط مقصود يخفي في ثناياه مخطط تهجير فلسطينيي قطاع غزة. وعلى الأمم المتحدة، وجميع الدول والأطراف الثالثة التنبه إلى أن أية مساعٍ إلى تهجير الفلسطينيين بدعوى الحرص على سلامتهم يشكل نكبة جديدة تشارك فيها الدول المساندة لإسرائيل.
إن قطاع غزة وسكانه ما كانوا بحاجة إلى ممرات الإغاثة الإنسانية لو لم يكن هناك حرب إبادة مسعورة تنفذها إسرائيل بتواطؤ دولي غربي سافر. ورغم الحاجة الملحة إلى هذه الممرات، إلا أنه ينبغي التمييز بين توفير الممرات الإغاثية وبين خلق ممرات لنقل المدينيين، وبين واجب الدول الأخرى تأمين المأوى الآمن للسكان في وقت الحرب.
لتوفير أماكن الإيواء الأمنة للسكان المحميين في حالات الحرب؛ يشترط القانون الدولي أن تكون هنالك ضرورة ملحة نابعة من حاجة تأمين سلامة السكان، وأن يكون المأوى في داخل الأرض المحتلة وليس خارجها، بل وأن يكون مؤهلا يتمتع بظروف تضمن السلامة والشروط الصحية والأمن والتغذية ووحدة الأسر والعائلات، وأن يكون مؤقتاً حيث يتوجب إعادة السكان إلى بيوتهم الأصلية فور توقف الأعمال العدائية.
ان واجب الدول المتمثل في تأمين أماكن ايواء امنة للسكان في وقت الحرب لا يماثل دعوة إسرائيل والولايات المتحدة مصر الى فتح ممرات عبور الى أراضيها. فناهيك عن ان الغاية القريبة وراء هذه الدعوة هو عزل المقاومة وحصرها والتمظهر بمظهر انساني زائف، يبقى الهدف الاستراتيجي لهذه الحرب المسعورة هو احداث نكبة جديدة في قطاع غزة.
وعليه، فان على منظومة الاستعمار والابرتهايد الإسرائيلي والدول المساندة لها في حرب إبادة شعبنا هذه، ان توقف حربها بدل ان تسعى الى نقل سكان قطاع غزة الى مصر في مخالفة صريحة للقانون الدولي.
اننا ندعو الأمين العام للأمم المتحدة والوكالات الدولية والدول الثالثة غير المنخرطة في الحرب على شعبا، الى العمل فورا على تأمين ممرات إغاثة انسانية عاجلة، ورفض مخطط تهجير سكان قطاع غزة. ان الأولى بالمجتمع الدولي ان يضغط على إسرائيل لتسهيل عودة اللاجئين الفلسطينيين المهجرين منذ أكثر من 75 عاما الى أراضيهم وبيوتهم التي استولت عليها إسرائيل.