أخبار بديــل

(٢٩ حزيران ٢٠٢٠) رسالة الشبكة العالمية للاجئين والمهجرين الفلسطينيين الى مؤسسات شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية: "انتصروا لشعبنا ولا تسمحوا بتمرير شروط التمويل المذلّة"
(٢٩ حزيران ٢٠٢٠) رسالة الشبكة العالمية للاجئين والمهجرين الفلسطينيين الى مؤسسات شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية: "انتصروا لشعبنا ولا تسمحوا بتمرير شروط التمويل المذلّة"

PR/AR/290620/31

رفيقاتنا ورفاقنا، اخواتنا واخوتنا في مؤسسات شبكة المنظمات الاهلية،
 

رغم علمنا قبل قليل بان اجتماعكم الذي كان من المزمع عقده في 30  حزيران الجاري قد تم تأجيله، الا اننّا في الشبكة العالمية للاجئين والمهجرين والفلسطينيين ما زلنا نرى رسالتنا هذه ما زالت لازمة وواجبة، خصوصاً وان ترك امر التوقيع على شروط الاتحاد الأوروبي وغيره من المانحين لا يجوز ان يكون خياراً فردياً لأحد لأن المسألة شأن وطني عام بامتياز. وعليه، نتوجه لكم بندائنا هذا للانتصار إلى شعبنا، لحقوقنا الوطنية في تقرير المصير والعودة، ولحقنا المشروع في مقاومة المستعمر الصهيوني.
 
إن سؤال التمويل المشروط سياسياً هو سؤال موقف من كرامة شعبنا ومناضلينا وشهدائنا، ليس سؤال قبول المال من عدمه؛ وليس سؤال بقاء مؤسساتنا منتعشة من عدمه؛ إنه سؤال أين مؤسسات العمل الأهلي من الحقوق الوطنية ودورها الوطني الطليعي.

لقد لعبت شبكة المنظمات الأهلية منذ تأسيسها دوراً مميزاً وطليعياً فلا تسمحوا بهدر الإنجاز مقابل ملايين مشروطة بإدانة نضال شعبنا وقواه السياسية والمقاومة، لا تسمحوا للممول صاحب عقلية المستعمر المتغطرس وثقافة اليد العليا ان يمرر مشروعه بتدجين مؤسساتنا الأهلية وعزلها عن واقعنا وشعبنا، لا تسمحوا له ان يخلق مجتمعا مدنيا على مقاسه وبحسب معاييره، انتصروا لأنفسكم وحقوقكم وشعبكم وقولوا لا للشروط المذلة!
 
اننا ندرك الصعوبات المالية التي تمر بها سائر مؤسسات العمل الأهلي الوطنية، وندرك ان أهمية بقاء المؤسسات حية فاعلة تؤدي عملها وخدماتها المتعددة والحيوية، ولكننا ندرك أيضاً أن لا قيمة للمؤسسات ان فقدت هويتها الوطنية، وانحرفت عن دورها الأساسي؛ أي المساهمة فعليا في انجاز التحرر من الاستعمار والابرتهايد الإسرائيلي. قولوا لا للمعونات الأجنبية المذلّة، وكونوا لشعبكم كما كنتم دائما: رواد النضال الوطني الحق.
 
إننا نثق أن بريق اليورو لن يعمي أي منكم عن رؤية الطريق الى رفض التمويل المشروط سياسياً، خصوصاً وأن شعبنا في ظل مواجهة صفقة القرن، ومشاريع الضم، وتآكل الخطابات الدولية التي لا تزيد عن الإدانة الممجوجة والمكررة وغير المجدية... ان شعبنا بحاجة الى مؤسساته المنتمية، القادرة على اسناد صموده، وليس كثيرا على شعبنا ان نحفظ له كرامته وكرامة مناضليه وشهدائه بان نقول: لا للتوقيع على الشروط المذلة! ولا مقايضة على ذلك لا بورقة توضيحات كاذبة ليس فيها أكثر من إعادة التأكيد على الزامية شرط التجريم لنضال شعبنا. لا مقايضة مقابل كل ملايين الاتحاد الأوروبي وكل الممولين، فنحن مؤسسات تقف مع شعبها لتكسب نفسها ولننتصر سويا.
 
ندعوكم الا تشتروا القول القائل ان السلطة الفلسطينية توقع عقودا وتقبل تمويلا مشروطا ولا ضير ان فعلنا مثلها. معاييرنا غير معايير السلطة الفلسطينية، معاييرنا ليست معايير أوسلو الذليلة ولا قيودها الكارثية. معاييرنا حقوقنا، واحتضان شعبنا لنا على أساس الوفاء له، وليس الوفاء لمعايير الغرب الاستعماري في تعريف الإرهاب، معاييرنا ليست إرادة ورؤية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي او هذه الدول او تلك.
 
ندعوكم الا تشتروا القول القائل ان رفض التوقيع على الشروط المذلة هو انتصار على الحملات الصهيونية والإسرائيلية. كلنا يعلم ان هذه الحملات لن تنتهي ولن يتوقف التشهير بنا ما دام هنالك استعمار ودول توفر له مظلة حماية منذ أكثر من قرن من الزمان. القبول بالشروط ليس تفويت فرصة، انه خضوع للابتزاز الإسرائيلي بأيد واموال أوروبية وأميركية. نحن لا نبحث عن شهادة حسن سلوك من المستعمر ولا من حلفائه، فشهادة براءة من هذا النوع هي إدانة لنا ولشعبنا!
 
اننا في الشبكة العالمية للاجئين والمهجرين، نثق بشعبنا ونؤمن بحقوقنا وبقدرتنا على الانتصار على مشاريع التطويع والتدجين والتغريب واللاتسييس، ونثق ان مؤسسات شبكة المنظمات الاهلية مثلنا، وقادرة على الانتصار لشعبنا وهزم الممول المغرور بأمواله. اننا معا، مع شعبنا وقوانا السياسية اقوى من الممول والمستعمر ومشاريعهما.
 
لا للتمويل المشروط سياسيا ... نعم للموقف الوطني الرافض