واقع اللاجئين الفلسطينيين في سورية تحت التشريح

بقلم: علي بدوان*

تزدادُ أحوال مخيّم اليرموك ومواطنيه سوءاً يوماً بعد يوم، منذ خروج غالبية سكّانه في تغريبة فلسطينية جديدة بدأت منتصف كانون الأوّل من العام 2012. فالغالبية الساحقة من مواطنيه باتوا منذ ذاك الحين مُشتتين على قوس واسع على إمتداد المناطق الواقعة داخل مدينة دمشق وعلى محيطها القريب، في ظل أوضاعٍ حياتية صعبة من كافة جوانبها، خصوصاً بالنسبة لتأمين المأوى للعائلات، وتأمين مُتطلبات الحياة المعيشية اليومية، وفقدان مصدر الرزق والعمل لأرباب آلاف العائلات الفلسطينية والسورية على حدٍ سواء، والتي كانت تعمل داخل مخيّم اليرموك بمختلف المهن. كان اليرموك قد بات منذ زمنٍ بعيد مركزاً تجارياً وصناعياً هامّاً، وموطناً لعدّة أسواق كبيرة في حدود مدينة دمشق.1 وفوق ذلك فإنّ الأضرار الكبرى لحقت بمواطني المخيم وسكّانه من الفلسطينيين والسّوريين، حيث سقطت أعداد كبيرة من الشهداء، فضلاً عن وقوع دمار كبير جداً في المربع الأوّل من اليرموك والمسمى بــ"حارة الفدائية"، وهي الحارة التي بقي فيها كاتب هذا المقال حتى اللحظات الأخيرة قبل تدميرها بشكلٍ كامل نتيجة الأعمال العسكرية.2
إنّ المُشكلة الأكبر التي تواجه مُشرّدي مخيّم اليرموك وعموم فلسطينيي سورية في هذا المجال تتمثل في الحالة الإقتصادية المُتردية. اللاجئون الفلسطينيون الذين وجدوا أنفسهم دون مأوى في شتاء سورية ودمشق القارس للأعوام 2013 ــ 2014 ــ 2015، وعدم قدرة غالبيتهم على إستئجار منزل جديد ودفع تكاليفه الباهظة مع إرتفاع الأسعار وتراجع الحالة الإقتصادية والإنتاجية في البلد بشكل عام، وإستشراء حالة العسر الشديد بين عموم العائلات وتراجع مداخيلها بسبب توقف الدورة الإقتصادية أو تعثرها.3 تزداد هذه المعاناة مع صعوبة تأمين ضرورات الحياة والمعيشة اليومية لمن تبقّى من الناس داخل المخيم من غذاء ودواء ومحروقات، فضلاً عن إنقطاع التيار الكهربائي وتهتك أجزاء كبيرة من الشبكة الكهربائية نتيجة الأعمال العسكرية. لم يتبقَ من سكّان المخيّم سوى 18 الفاً تقريباً، حيث دفعت الحالة المُشتعلة غالبية من تبقى من سكّانه للخروج نحو مناطق دمشق الآمنه، بعد أن كان مخيّم اليرموك في أوقات سابقة هو الملاذ الأكثر أمناً وآماناً في كل مناطق دمشق وضواحيها وريفها وحتى في عموم سورية. وقد أشارت وكالة الغوث (الأونروا) "أنّ الحرب الدائرة في سورية، تسبّبت بتهجير نحو ثلاثة أرباع اللاجئين الفلسطينيين في سورية من مخيماتهم، حيث بات نحو 70% إلى 80% منهم مٌهجّرون الآن، بسبب النزاع في البلاد".4

سقط حتى بدايات العام 2015 نحو 2800 شهيد من اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وأصيب المئات منهم، وهم الذين إشتقوا لأنفسهم منذ البداية الموقف المسؤول المعنون بـ"الحياد الإيجابي"، فيما إستقبل مخيّم اليرموك قبل محنته من النازحين السّوريين من مناطق التوتر المحيطة به أكثر ما أستقبلت كل من تركيا والأردن معاًّ!

أعداد فلسطينيي سورية المُسجّلين في سجلّات الأونروا وفي سجلّات الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب والمقيمين في سورية منذ النكبة قاربت مع بداية العام 2015 نحو 545 ألف مواطن فلسطيني. وهم ممّن يطلق عليهم تسمية "فلسطينيي سورية" الذين يخضعون للقوانين المدنية السورية بإعتبارهم كالمواطنين السّوريين حكماً منذ صدور التشريعات السورية النافذه بهذا المجال، وذلك منذ أن وطأت أقدامهم الأرض السورية بعد الخامس عشر من أيّار 1948، وخصوصاً (القانون/المرسوم) الرقم (260) الصادر بتاريخ 10 تمّوز 1956، وهو (القانون/المرسوم) الذي تمّ إقراره بإجماع المجلس النيابي السّوري سنتذاك، ووقّعه الرئيس السّوري الراحل شكري القوتلي، وفيه التأكيد على المساواة التّامة للاجئين الفلسطينيين الذين دخلو سورية قبل صدور (القانون/المرسوم) إيّاه، مع المواطن السّوري من حيث الحقوق والواجبات، ماعدا حقوق الجنسية والمتمثلة بالهوية السورية وجواز السفر السّوري والمشاركة بالإنتخابات النيابية والرئاسية.5 يُضاف إلى فلسطينيي سورية نحو 200 الف مواطن فلسطيني مُقيم بسورية من فلسطينيي لبنان والأردن وقطاع غزة والعراق، وقد إنخفضت أعدادهم خلال العامين الماضيين لتصل الى أقل من 40 ألف مواطن وفق تقديرات عدّة جهات، منها الجهات الفلسطينية الرسمية، والأونروا، وحتى بيانات الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في سورية.6

اللاجئون الفلسطينيون في سورية يتوزعون ضمن خمسة عشر مخيم، وضمن تجمّعات فلسطينية في المدن. وتقع أغلب المخيمات والتجمعات الفلسطينية في منطقة دمشق:

أولاً، مخيّم اليرموك الواقع جنوب مدينة دمشق، والذي يُمثّل أكبر تجمّع فلسطيني في الشتات، ويضم بحدود ربع مليون لاجئ فلسطيني

ثانياً، مخيّم السيدة زينب (مخيم قبر الست) جنوب شرق مدينة دمشق على طريق محافظة السويداء.

ثالثاً، مخيّم جرمانا جنوب شرق مدينة دمشق على طريق المطار الدولي.

رابعاً، مخيّم خان دنون جنوب مدينة دمشق على طريق أوتوستراد دمشق/درعا.

خامساً، مخيّم خان الشيح غرب دمشق على طريق القنيطرة/هضبة الجولان. ويعتبر أقرب مخيّم فلسطيني في سورية الى الأرض الفلسطينية حيث لايبعد عن أقرب نقطة من فلسطين سوى ستين كيلومتراً.

سادساً، مخيّم الحسينية أقصى جنوب شرق مدينة دمشق. ومعظم سكّانه كانوا سابقاً من اللاجئين الفلسطينيين في مخيّم جرمانا.

سابعاً، مخيّم السبينة جنوب دمشق.

ثامناً، مخيّم الرمدان شرق دمشق على طريق بغداد، ومعظم سكّانه من النازحين الفلسطينيين الذين نزحوا من هضبة الجولان بعد احتلالها عام 1967، وكانوا أساساً قد لجأوا الى الجولان من فلسطين عام النكبة.7

إضافة إلى ذلك، فهناك تجمعات فلسطينية داخل مدينة دمشق، خاصّة في أحياء: ركن الدين، دمّر، حي الآمين (حي اليهود - الاليانس)، باب شرقي، مشروع دمّر (الشام الجديدة)، ومنطقة دوما، كفرسوسة، جوبر، المزة القديمة، القابون، برزة (مخيم حطين)، تل منين. وهناك توزّع مُتناثر ضمن أحياء مدينة دمشق وضواحيها المحدّثة (الجديدة، قدسيا، صحنايا، حرستا، المعضمية) وبعض قرى غوطة دمشق (داريا، كفر بطنا، زملكا، عربين، حمورية، يلدا، المليحة، ببيلا).8 أمّا في شمال ووسط سورية:

اما المخيمات في المناطق الاخرى فهي:
  1. في حلب، فيوجد مخيمان: النيرب، وحندرات (مخيم عين التل)
  2. في حمص يوجد مخيّم واحد (مخيم الوليد)
  3. في حماه يوجد مخيّم العائدين
  4. في اللاذقية يوجد مخيّم الرمل الفلسطيني.

أمّا في جنوب سورية فهناك: في مدينة درعا يوجد مخيما درعا ومزيريب، فضلاً عن مخيّم درعا للطوارىء، مع توزّع لعدة مئات من العائلات الفلسطينية في قرى منطقة حوران جنوب سورية (جاسم، جلين، داعل، كفر ناسج، مزيريب، الشيخ مسكين، صماد، اليادودة، تسيل، تل شهاب). 9

تُشير المعطيات إلى أنّ المخيمات تضم نحو 59% من اللاجئين الفلسطينيين في دمشق، ونحو 75.9% من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين المُسجلين في كامل المخيمات الفلسطينية فوق الأراضي السّورية. وفي المقابل يقطن نحو 6% من مجموع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي درعا والمزيريب و 4.7% في حمص ومخيم حمص و 2% في مخيّم حماه و 2.2% في مخيّم الرمل باللاذقية. أمّا في حلب فيقطن 7.3% من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين في سورية، بينهم 73.3% في مخيمي النيرب وحندرات. وهناك عدّة عشرات من العائلات الفلسطينية تقيم في مدن طرطوس وجبلة وبانياس على الساحل السّوري، وثلاث عائلات تقيم في جزيرة أرواد المقابلة لمدينة طرطوس وتعمل في أعمال البحر قبل الخروج من فلسطين والى حينه. كما وتقيم بعض العائلات في بلدات: منبج، والباب، وتل رفعت شمال مدينة حلب. اضافة لمدينة ادلب، حيث تقيم عدّة عائلات.10 على كل حال، لا تعترف الأونروا بجميع المخيمات الفلسطينية في سورية، وتعتمد فقط عشرة منها، بينما تقدّم لجميعها الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات الإغاثة الإجتماعية، حيث تنتشر مدارس الأونروا في كل مواقع التجمعات والمخيمات وداخل مدينة دمشق على حد سواء. والمخيمات غير المعتمدة هي: (اليرموك، الرمدان، الحسينية) في دمشق، وحندرات في حلب، والرمل في اللاذقية. وبالنتيجة فإنّ 29% فقط من اللاجئين الفلسطينيين يقيمون داخل المدن في سورية، والنسبة الأكبر  71% تقيم داخل المخيمات بما في ذلك مخيّم اليرموك.11

التغريبة الثانية

يُمكن القول بأنّ تغريبة فلسطينيي مخيّم اليرموك ومنذ نكبته الأخيرة، تمّت هذه المرة إلى أحياء مدينة دمشق الداخلية كأحياء: الأمين، الميدان، الزاهره، القاعة، البرامكة، المزة، ضاحية قدسيا، ودمر، مشروع دمر، صحنايا، الأشرفية، جرمانا، والمنطقة الصناعية بدمشق، وإلى أبنية المعهد التكنيكي التكنولوجي التعليمي التابع لوكالة الأونروا والمسمى بمعهد الـ VTC والقائم في منطقة المزة، والى مدينة أبناء شهداء ومجاهدي فلسطين والكائنة في منطقة عدرا في ريف دمشق الشمالي الشرقي. فيما نزحت أعداد إضافية منهم إلى مخيّمات وتجمعات فلسطينية مُستقرة نسبياً (نقول نسبياً) كمخيم (خان دنون)، ومخيم (جرمانا)، وهي مُخيمات وتجمعات فلسطينية في ريف دمشق وتخضع لإدارة وخدمات وكالة الأونروا بجوانبها الثلاثة الصحية والتعليمية وخدمات الإغاثة الإجتماعية.12

الكتلة الأكبر ممّن غادر سورية من فلسطينييها هم من جيل الشباب، ومن أصحاب الكفاءات العلمية وخريجي الجامعات والمهنيين. وصلت أعداد اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا سورية حتى الآن بحدود 150 ألف من أصل 545 ألف. غادر منهم نحو 100 ألف بإتّجاه نيوزلندا وأستراليا والولايات المتّحدة وكندا ومجموعة الدول الإسكندنافية، وقد نالت منها السويد وحدها قدوم نحو 40 ألف فلسطيني سوري إلى أراضيها حتى الآن، وما زالت المتوالية مُستمرة في هجرات يبدو بأنها متواصلة، فيما وصل منهم نحو 50 الف مواطن الى لبنان بشكلٍ رئيسي، ومصر وغيرها.13  تمكن اللاجئون من دخول دول أوروبا الغربية وغيرها بطريقتين:14

الطريقة الأوّلى قانونية أو شبه قانونية، على شكل دفعات أو موجات لم تكن جميعها على شكل هجرة مفتوحة لكل من يريد، بل كانت في إطار دعوات لم شمل أو أقارب، ومنها لبعض الحالات الخاصة التي تُرشحها المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، فضلاً عن وجود تسهيلات ما ولو كانت بحدود معينة تم تقديمها من بعض الدول الإسكندنافية لدخول دفعات من اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية والراغبين بالإنتقال إليها، وهذه التسهيلات تتم بمعظمها من خلال الموافقات على الجمع العائلي أو إتباع طريقة (غض النظر) بدخول أعداد منهم عبر دول كروسيا وغيرها. 
الطريقة الثانية غير قانونية، حيث الباب كان وما زال مفتوحاً مواربة أمام فلسطينيي سورية للهجرة، وخير دليل على ذلك ما يتم من هجرة لفلسطينيي سورية في البداية عبر ميناء الإسكندرية على متن السفن بإتجاه إيطاليا واليونان ومالطا وغيرها، ومن مرسين في تركيا. وقد وقعت حوادث خلال تلك الهجرات على متن تلك السفن، وأودت بحياة المئات من فلسطينيي سورية، فبعض من غادر منهم ساحات القتل والموت في مخيّم اليرموك وجد نفسه على الساحل الإفريقي من الإسكندرية وغيرها بإتجاه سواحل إيطاليا ليموت هناك مع إرتطام وغرق بعض من تلك السفن.

 مؤشّرات غير مبشّرة

إن مأساة الهجرة أو التغريبة أو النكبة الجديدة التي يعيشها فلسطينيو سورية تتم الآن وتَمُرُ مُتسارعة بصمت، وعلى مرأى ومسمع كل القوى والقيادات الفلسطينية بما في ذلك الإطار الشرعي الفلسطيني، ونقصد منظمة التحرير الفلسطينية التي لم تَقُم بما هو مطلوب منها، من أجل السعي لوقف ما يتعرض له فلسطينيو سورية من مصاعب كبرى دفعت بأعداد كبيرة منهم للمغامرة وركوب قوارب الموت بإتجاه بلاد الهجرة والإغتراب البعيدة.

وهنا، لا يلام اللاجىء الفلسطيني في سورية على مغادرة البلد والهجرة إلى أصقاع المعمورة الأربع، فالسّوري في نهاية المطاف ينتقل بإتجاه اللجوء إلى أحياء مدينته وإلى ضيعته أو قريته وخياراته مفتوحة، أما اللاجىء الفلسطيني فخياراته محدودة. الرحيل الإرادي إلى المجهول، هو تلبية النداء الساحر لقتل حقيقتنا ودفنها هناك، هو شطب حياتنا الماضية من أجل ميلاد معتوه في بلاد لا نحسن فيها سوى العيش أكلاً وشرباً وهواء، فهل مات الحلم بوطن كان اسمه فلسطين؟

أخيراً، إنّ ذُلّ النكبة لا يزال يصفع الشعب الفلسطيني ولا يجعله يرتاح ولو قليلاً. فعلائم الخوف والقلق باتت ترتسم الآن على جباه كل مواطني مخيّم اليرموك من فلسطينيي سورية ومعهم عموم الفلسطينيين في البلد، فيما يكمن داخل أفئدتهم خوف وهلع من إعادة إستنساخ التجارب المؤلمة التي مر بها الشّعب الفلسطيني. فقد سبق وأن مُسحت عدة مخيمات وتجمعات فلسطينية من الوجود في أوقات سابقة في لبنان حيث دمر مخيّم النبطية عام 1974، ودُمِّرَ مخيّم ضبية ومخيم جسر الباشا وتجمّع الكرنتينا في بيروت الشرقية سنوات الحرب الأهلية اللبنانية بداية العام 1976، كما دُمِّرَ مخيّم تل الزعتر في بيروت الشرقية عام 1976 ومُسح من الوجود نهائياً، فيما وقع ما وقع قبل سنوات بحق مخيّم جنين في الضفة الغربية، وفي مخيّم نهر البارد شمال لبنان. فهل سيكون نصيب مخيّم اليرموك مماثلاً؟

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*علي بدوان: كاتب سياسي فلسطيني مقيم في دمشق، مخيّم اليرموك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  1. كاتب هذا المقال من أبناء مخيم اليرموك، وشاهد عيان مباشر على محنة المخيّم. فقد بدأت محنة مخيم اليرموك منذ النصف الثاني من العام 2012، عندما اشتعلت الأحداث في المناطق المحيطة به، كاحياء التضامن، والحجر الأسود، ويلدا، والقدم، والعسالي، وغيرها من الأحياء السورية، وهي مناطق شعبية مُكتظة، وترافقت الأحداث فيها مع تساقط مُتقطع لقذائف الهاون على مناطق مختلفة من مخيم اليرموك، وخاصة منها شارع الجاعونة حيث وقعت مجزرة رهيبة مساء اليوم الثاني من آب 2012. فقبل آذان الإفطار بدقائق معدودة، أُطلقت على شارع الجاعونة المكتظ بالناس، ثلاث قذائف من مدفع هاون بتتابع، سقطت على النقطة ذاتها في المخيم بغرض إيقاع أكبر خسائر ممكنة. المجزرة تمخضت عن أربع وعشرين شهيداً من أبناء المخيم من الفلسطينيين والسوريين، وسقوط أعدادٍ مضاعفة من الجرحى. وقد إنعكست الأحداث الجارية في المناطق المحيطة باليرموك على المخيم، الذي استقبل معظم سكان تلك الأحياء بعد خروجهم منها نتيجة التطاحن الدموي الذي وقع بين أزقتها. أما الخروج الفلسطيني والنزوح من مخيم اليرموك فقد بدأ منذ صباح 16 كانون الاوّل 2012، مع إندلاع الإشتباكات داخله بين مجموعات المعارضة السورية.
  2.  قام المفوّض العام للوكالة الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) السابق فيليبو غراندي قبل إنهاء مهام عمله بأيام قليلة يوم الإثنين 24 من تموز 2014 بزيارة مدخل مخيم اليرموك. وعلى وجه التحديد للمُربع المُدمر من المخيم، والمُمتد على مداخله ما بين حارة الفدائية وشارعي مفلح السالم وعلى الخربوش وشارع راما (شارع الناصرة).  حسب بيان (الأونروا) المفوّض العام "شَعَرَ بالصدمة لما آل إليه حال اللاجئين الفلسطينيين ممن تحدث إليهم ومدى الضرر الذي لحق بالمنازل... وأنّ غراندي تابع عملية إستئناف توزيع المساعدات الإنسانية العاجلة للمواطنين الفلسطينيين الذين ما زالوا داخل مخيم اليرموك". وأضاف البيان أنّ فيليبو غراندي قال "أشعر بالإنزعاج الشديد لما رأيته اليوم. لقد عانى اللاجئون الفلسطينيون ممن تحدثتُ إليهم الكثير، والعديد منهم في حاجة واضحة لدعم فوري، لا سيما الغذاء والعلاج الطبي. ما شاهدته وأستمعت إليه اليوم يؤكد أهمية صدور قرار مجلس الأمن الدولي 2139 في الوقت المناسب حول إيصال المساعدات الإنسانية والحاجة إلى التزام جميع الاطراف بتنفيذ هذا القرار".
  3. يعمل معظم أهالي مخيم اليرموك بالوظائف الحكومية، وأعمال المياومة اليومية التي توقّفت مع خروجهم الكثيف من اليرموك وتشرّدهم.
  4.  أنظر تصريحات المفوّض العام لوكالة الأونروا السابق فيليبو غراندي في الثاني من كانون الأول 2013.
  5.  أنظر كرّاس وزارة الشؤون الإجتماعية في سورية، الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، حول المراسيم والقوانين المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين المقيمين في الجمهورية العربية السورية. دمشق 2001.
  6.    الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في سوريا/دمشق. وهنا نشير بأنّ اللاجئين الفلسطينيين الذين دخلوا الأراضي السورية بين عام 1948 وحتى تمّوز 1956 هم الفئة الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين في سورية. وتُشرف على شؤونهم الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب. وهناك الفئة الثانية والتي تُمثل من دخل الى سوريا بعد صدور مرسوم مساواة الفلسطيني بالسوري أي بعد تمّوز 1956 وقد سُجِّل هؤلاء على قيود الهيئة العامة للاجئين وعلى قيود "الأونروا"، وينطبق عليهم ما ينطبق على المنتسبين إلى الفئة الأولى، ما عدا أنّهم لا يستطيعون دخول سوق العمل إلّا من خلال التعاقد بصفة مؤقتة ولا يخضعون للخدمة الإلزامية في الجيش. وهناك من دخل سوريا بعد عام 1967 ويعاملون معاملة المجموعة التي سبق ذكرها. والمجموعة الأخيرة هي لمن دخل سوريا بعد العام 1970 ومعظمهم من فاقدي الأوراق الثبوتية، وهؤلاء ممّن التحقوا مبكّراً بصفوف المقاومة الفلسطينية بعد حرب حزيران 1967، وتركوا مواطنهم الأولى في قطاع غزة ومخيمات الضفة الغربية، وانتقلوا إلى الأردن، ومنه إلى سورية، ولم يتمكّنوا من الحصول على جوازات سفر أردنية بعد أحداث أيلول الأسود 1970، أو على وثائق سفر مصرية (لأبناء قطاع غزة)، وأوضاع هذه الفئة هي الأكثر تعقيداً، إذ أنّ الغالبية العظمى منهم لا تملك وثائق، بعد إلغاء أو انتهاء مفعولية جوازات السفر التي كانوا يحملونها، وهؤلاء لا يستفيدون من خدمات الأونروا؛ لأنّهم غير مسجلين في لوائحها.
  7.  أنظر: علي بدوان، الفلسطينيون في سوريا: الصعود نحو الوطن. دار المنارة، دمشق (2004).
  8.  أنظر: علي بدوان، الفلسطينيون في سوريا: الصعود نحو الوطن. دار المنارة، دمشق (2004).
  9. أنظر: علي بدوان، الفلسطينيون في سوريا: الصعود نحو الوطن. دار المنارة، دمشق (2004).
  10.  وفق المعطيات الصادرة عن الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في الجمهورية العربية السورية، والتي تم الحصول عليها مباشرة من الهيئة بدمشق. إضافة لبعض المراجع، ومنها كتاب الفلسطينيون في سوريا: الصعود نحو الوطن (مصدر سبق ذكره).
  11.  المصدر السابق.
  12.  مصادر مختلفة: معطيات الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في سوريا، وكالة الأونروا، والعمل البحثي الذي قام به ميدانياً كاتب هذا المقال.
  13.  تقديرات الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، كذلك يمكن العودة لعدة مصار منها على سبيل المثال: فلسطينيو سوريا وقوارب الموت/الجزيرة نت/كانون الأول 2013.                                                                                                   
  14. أنظر: فلسطينيو سوريا وقوارب الموت/الجزيرة نت/كانون الأول 2013.