عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في ليبيـا

ما قبل الأزمة في ليبيا:

يتمتع الفلسطينيون المقيمون في ليبيا بنفس حقوق الإقامة التي يتمتع بها المواطنون الليبيون إلى حد بعيد، رغم أن العديد من الفلسطينيين فرض عليهم السكنى في مناطق محددة مخصصة لهم. ورغم هذا، فإن مصالح السياسة الخارجية التي كانت تنتهجها ليبيا أثرت بشكل مباشر على وضع الإقامة الخاص بالفلسطينيين. فعلى سبيل المثال؛ في عام 1995، قامت ليبيا بإلغاء حقوق الإقامة الخاصة بالفلسطينيين لديها، مما سبب خروجاً جماعياً للاجئين الفلسطينيين والأشخاص عديمي الجنسية، حيث توجهوا نحو مصر، الأمر الذي وجد الفلسطينيون أنفسهم جراءه، وعلى نحو فجائي، في وضع مزر امتد لفترة طويلة على الحدود بين مصر وليبيا؛ ذلك أن ليبيا طردتهم، ولم تسمح مصر لهم بدخولأراضيها. ولقد تدخلت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والأونروا، وقامتا بتقديم المساعدة لهم، إلى أن تم حل الأزمة، فقط بعد مرور عدة سنوات، حين قامت ليبيا بالتراجع عن السياسة التي انتهجتها في 1995، على اثر تدخل عدد من الدول ومن الهيئات الدولية.

في ظل الأزمة:

غادر معظم الفلسطينيين اللاجئين ليبيا على اثر الأزمة الراهنة (اسقاط حكم الرئيس معمر القذافي). جزء منهم تم ترحيلهم بتدخل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى دول غربية. جزء آخر تمكن من الانتقال الى مكان اللجوء الأول في لبنان أو سوريا او الأردن او تونس والجزائر. وجزء آخر جلهم من الفلسطينيين ممن فقدوا حقوق االقامة في بلدان اللجوء الأول، كمصر والعراق، لا يزال عالقا على الحدود ما بين تونس وليبيا في مخيم يدعى مخيم الشوشة. هناك 7 عائلات فلسطينية (38 فردا) كانت قد انتقلت من العراق إلى سوريا ومن ثم إلى ليبيا، لا تزال عالقة في هذا المخيم منذ أكثر من سنتين. لم يتسع لهم الوطن العربي الكبير، ولم تأذن لهم سلطات الدول الغربية الديمقراطية بالإقامة في أراضيها حتى الآن.