المطران عطا الله حنا: حق العودة قبل كل شيء

في فعالية اختتام المرحلة الثالثة من جائزة العودة للعام 2012 التي نظمها مركز بديل في العشرين من كانون أول، قدم المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس- بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس كلمة كان لها بالغ الأثر على الحضور. وقد ارتأى بديل، تقديم كلمة قداسته لما تحمله من معان جليلة ليس بالنسبة لبديل وحده، بل بما تنطوي عليه من معان في ظل الظروف السياسية المعقدة التي تمر بها القضية الفلسطينية والمنطقة عموما.  فيما يلي نص الكلمة المرتجلة والقيمة:

الأخوة والأخوات الأعزاء جميعاً؛ من دواعي سروري، كما يسعدني جداً أن اكون معكم اليوم في هذه الأمسية الأدبية. وهذا لكي أقول كلمة شكر ووفاء وتقدير وإحترام لمركز بديل، هذه المؤسسة الرائدة التي لا تتغنى فقط بحق العودة وإنما تفعل الكثير وتقوم بالعديد من النشاطات والفعاليات المتنوعة لأجل هذا الحق المبارك. ولا توفر جهداً في الدفاع عن حق العودة الفلسطيني، وانشاء الله فإن كل هذا الجهد المبذول لن يذهب هدراً، بل في النهاية سيتحقق هذا الحق الثابت، وسينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة بما فيها وأولها حقه بالعودة الى موطنه.

فكل الشكر لمركز بديل الحاضر معنا في كل يوم وكل ميدان للدفاع عن وجودنا وحقوقنا، فالجريدة التي تصدر عن هذا المركز، أي جريدة حق العودة، توزع بشكل كبير وتقدم الكثير الغني، والمنشورات التي تصدر توزع كذلك الأمر وتلقى اهتماماً وتخلق تأثيرا لا يجوز أن يستهان به.

وأقول كذلك أن لهذه المؤسسة حضورا فاعلا وقويا في كل النشاطات الوطنية المنادية بحق العودة؛ سواءً في داخل الوطن أو خارجه. فأنا عندما اسافر وأنتقل من مكان لمكان، أتعرض دوماً للسؤال عن بديل، بديل الذي لديه الكثير من الإحترام في الأوساط الحقوقية والإنسانية العالمية، وهذا لأن بديل لديه مبدأ وقيم ورسالة أخلاقية وإنسانية وقضية وطنية يدافع عنها بقوة، ونحن هنا، على الدوام، معكم ندافع عن هذه القضية الأساسية، قضية حق الفلسطيني في العودة والكرامة والحرية.

وأعتقد في هذا الصدد؛ باننا يجب أن نشدد على حق العودة أكثر من أي شيء اخر. فقبل الحديث عن الدولة أو القدس، يجب أن نشدد الحديث عن العودة والعمل عليها، لان عودة الفلسطيني إلى وطنه هي التي من شأنها إقامة الدولة، وهي التي ستحرر القدس والأرض كاملة. وبدون العودة، بدون عودة الفلسطيني إلى بلده الأم، فعن أي قدس نتحدث؟! وعن أي بلد ودولة نتحدث؟! ولذلك أود أن اقول لكم أنكم صوت صارخ بالحق في هذه الدنيا، وهناك الكثير ممن يسمعون هذا الصوت. وأن الفلسطيني الذي نكب منذ العام 1948 من حقه، الذي لا جدال حوله، أن يعود، ومن حقه أن يكون، ومن حقه أن يعيش في البلدة والقرية والمدينة والحقل الذي عاش وترعرع وولد فيه ونبت منه شعب فلسطين... فلا تنازل عن حق العودة.

اليوم عندما نكرم من فازوا بجائزة العودة نؤكد ثباتنا وتمسكنا بهذا الحق الذي لا تنازل عنه إطلاقاً. ونقول: إذا ما كان هناك من متنازلين، فهؤلاء يمثلون أنفسهم ولا يمثلون الشعب الفلسطيني؛ بل إن الشعب الفلسطيني بغالبيته الساحقة مع حق العودة، لا بل كل الشعب الفلسطيني مع حق العودة.

شكر لكم ويعطيكم العافية على هذا الجهد الجميل، ومبروك للفائزين، مبروك لنا جميعاً.