مقابلات الناشئة لجيل النكبة الأول مصدر معرفي وأداة تدريبية

إعداد مركز الشباب الاجتماعي- عقبة جبر
 
تماشياً مع تطبيق خطة تنفيذ الفصل الأول من برنامج تنمية الناشئة في مجال الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، يقوم أطفال مجموعة الناشئة من أبناء مخيم عقبة جبر بإجراء مقابلات مع لاجئين عاصروا النكبة عام 1948، وذلك في إطار حرص إدارة المركز على تعليم الأطفال كيفية توثيق بعض الأحداث التاريخية التي شهدتها فلسطين أثناء التهجير القسري.
فمع بداية الفصل الدراسي الأول والذي يأتي تحت عنوان: فلسطين والتهجير، خلفية تاريخية، يقوم الأطفال بالتعرف على بعض الأحداث التاريخية المهمة التي مرت بها فلسطين، منذ ما قبل الانتداب البريطاني وحتى نهاية عام 2008. وعلى مدار 3 شهور، يقوم الأطفال بإجراء نشاطات كجزء من تنفيذ خطة تطبيق البرنامج، والابتعاد قدر الإمكان عن منهجية التلقين.
 
تعلم الناشئة ان مغادرة البلد الأصل لم يكن طواعية يقول الحاج صبري المصري:                      
 
كان عمري عندما تم ترحيل الشباب والذين الان هم أجدادنا ما يقارب 15 سنة، حيث بدأت قوات الاحتلال مهاجمة أهل هذا البلد القباب من اجل تشريدهم من أراضيهم، فتم قتالهم ولم يستطيعوا المدافعة عن أنفسهم من هذه القوات الإسرائيلية. تم تهجيرهم من أراضيهم وخرجوا من بيوتهم عراة لا يملكون شيئا، وعمل الاسرائليون على حرق جميع ما في البلدة من شجار ومزارع.
 
وتعلم الناشئة أن أهلنا بقوا متعلقين بقراهم، حيث رابطوا على مقربة من بيوتهم بانتظار العودة. تقولالحاجة حليمة عبد الله عوضات العمر 80 عاما:
 
هجرت من دير الذبان في سنة 1948 وكانت مسيرة العمر من دير الذبان إلى الخليل إلى حلحول إلى بتولا إلى مخيم عقبة جبر، وفي شهر رمضان حدثت طلقات نيران واستغرب الناس من هذه الطلقات وتساءلوا عنها وقال بعضهم أنهم بعض الفتيان يطلقون النار على حدود المدينة وكان هذا شئ نادر. وزرع الخوف في قلوبنا بقطع الأسلحة التي كانوا يحملونها فخرجنا مسرعين من بيوتنا من شدة خوفنا، وخرجنا وخرجت القرية وبنينا بيوت من حزم الحطب وسكنا فيها وبعد أن سكنا فيها قالوا أن اليهود دخلوا أراضينا وبيوتنا وسكنوا فيها.  وبعدها هربنا من البيوت الخشبية التي أوينا بها، هربنا إلى منطقة أخرى، كنا نزرع ونأكل بأيدينا ونحصد القمح وكنا نشرب من مياه الأمطار التي نجمعها في الآبار، لا يوجد مصدر مياه غيره. وكانت حياتنا صعبة جدا ولكننا صبرنا وثابرنا على أمل العودة، وكنا نحصل على ثيابنا التي كنا نرتديها من مدينة الرملة وغيرها من المدن في سيارتنا.
 
وتعلم الناشئة أن أشكال التهجير متعددة، منها الهجوم المباشر، والترحيل القسري، وأيضا الإرهاب: تقول الحاجة أم احمد الغبيش، العمر 80 عاما:
 
كانوا يعيشون في أمان وسلام في بلدتهم، وفجأة نادو في السماعات وقالوا اخرجوا النساء والأطفال، لان اليهود سيجتاحون بلادنا، فغادرنا بلدنا من الخوف وذهبنا أنا وأمي وأبي وخواني إلى بيت خالتي في دير طريف، وبعدها ذهبنا إلى دير قديس مشيا على الأقدام. وكان بعض من الناس يذهبوا على العربات وبعدها أصبحوا الناس يلجاون إلى المخيمات. انا وعائلتي أقمنا في مدينة بيرزيت. ومن المصاعب التي مررنا فيها بعد ما خرجنا من البلاد أخبار القتل الاعتداء على الشرف سمعنا من الناس أن اليهود قتلوا سبعين شخصا من العباسية... الخوف من الموت وعلى الشرف كان سبب هجرتنا.
 
إن المقابلات التي يجريها أطفال الناشئة تعطيهم الفرصة ليس فقط لاستكشاف تاريخ النكبة ومعرفة ما حصل، بل وتمنحهم إمكانية معرفة الحقيقة ممن عاشوها، وتكسبهم مهارة الحصول المعلومة الموثقة.